أكد عدد من الأكاديميين والباحثين السياسيين، أن قمة الرياض الاستثنائية برئاسة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز أذابت جليد الخلاف الذي تصاعدت وتيرته خلال الفترة الأخيرة، مبينين أنها دلت على حنكة وحكمة خادم الحرمين وجهوده الكبيرة في لم الشمل الخليجي. وقال المستشار والباحث في الشأن الدولي سالم اليامي ل»الشرق»: إن البيان الذي صدر عن حكومة المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بالاتفاق الخليجي بين المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين من جهة، ودولة قطر يعتبر من الأحداث السياسية غير المسبوقة في إطار العلاقات العربية العربية منذ أزمة الخليج، وحرب تحرير الكويت. وأشار إلى رؤية القيادة السعودية المتمثّلة في نهج خادم الحرمين الشريفين الداعية دوماً إلى الوحدة والاتحاد والتضامن في النطاقين الإقليمي الخليجي والعربي، والمستمدة من ثوابت العمل السياسي الخارجي للملكة العربية السعودية. وأضاف «أعتقد دون أدنى شك أن من أهم الآثار المتوخاة من البيان السعودي، أن على بعض الأطراف الدولية أن تفهم بصورةٍ واضحة أن مسيرة العمل الخليجي؛ قد أزالت بعض العراقيل والمطبات، وأن الاتفاق أصبح واقعا نهائيا لا يقبل أي تفسيرات تحط من قيمة مسيرة هذا التجمع الإقليمي، إضافة إلى أن هذه مسيرة تبدأ من منطقة الخليج العربي، وتعلن دورا رياديا تقليديا ما زال مؤثرا للمملكة العربية السعودية وقيادتها، ولا يستبعد أن تشمل آفاقه الواسعة الدول العربية بما فيها الشقيقة مصر وغيرها في إطار عمل سياسي عربي يحقق التضامن والتعاون ويدرأ عن المنطقة أخطار التحديات المحيطة بها». ويشير اليامي إلى أن البيان في الحقيقة دعوة كريمة من قيادة هذه البلاد للإنسان العربي وللدول العربية وللقيادات الفكرية والإعلامية للقيام بأدوارهم الإيجابية تجاه أمتهم. ويؤكد الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور إبراهيم العثيمين، أن قمة الرياض الاستثنائية برئاسة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز أذابت جليد الخلاف والتوتر التي تصاعدت وتيرتها خلال الفترة الأخيرة، وفتحت صفحة جديدة في العلاقات الخليجية. وأضاف «اجتماع الرياض في ظني كان أشبه بدبلوماسية الصحراء التي لا تنحاز سوى للصراحة والمباشرة والعفوية، ولا تزال هي سيدة الموقف في سلوك ملوكنا وأمرائنا في الخليج». وذكر أن دول الخليج استطاعت كتكتل واحد أن تتحول إلى مركز الثقل السياسي والدبلوماسي العربي؛ حيث أصبح «الجزء الخليجي أكثر تأثيرا في الكل العربي». وأوضح أن تجاوزها للخلافات ووقوفها صفاً واحداً في مواجهة أي تهديدات خارجية، يضمن لها الاستمرار في لعب دور القيادة الإقليمية والعمل على عدم انزلاق منطقة الشرق الأوسط إلى حالة من الفوضى السياسية أو الصراع الطائفي والهيمنة، والتدخل الأجنبي. وذكر يوسف مكي (دكتوراه في السياسة المقارنة)، أن المصالحة الخليجية ما هي إلا مقدمة لما هو أعلى للوحدة الخليجية التي هي طموح خادم الحرمين الشريفين. وأبان أن من الطبيعي أن تكون هناك خلافات بين الأشقاء، ونأمل أن تكون هذه المصالحة فاتحة خير ومرحلة تعقبها مرحلة أخرى لتضامن عربي أيضاً، مشيراً إلى أن خطاب خادم الحرمين الشريفين إلى الأشقاء المصريين يأتي في هذا السياق.