أحد العوامل المهمة التي أثرت سلباً على أداء سوق المال السعودي مؤخراً، هي النتائج المالية التي أعلنت عنها موبايلي بتراجع حاد إثر حذف 1400 مليون من أرباح كانت الشركة قد أعلنت عنها في وقت سابق. وجاء تأثير موبايلي على سوق المال بشكل قوي؛ حيث إنها ثالث شركة من حيث حجم التأثير في تداول، لكن هل لو تداركت الشركة ما حصل ستكون قادرة على التعافي؟ عديد من المحللين الاقتصاديين قادرون على مناقشة الموضوع من جوانب مختلفة، لإعطاء تصور كامل عما يحدث، في حين يعد الجانب التشغيلي للشركة نقطة مهمة ومؤشراً للمستقبل على المستويين القريب والمتوسط. يرى عديد من المراقبين لسوق الاتصالات في المملكة أنه غير متجانس بمعنى أن هناك تشبعاً كبيراً يتخطى المعدلات العالمية في الخدمات الصوتية؛ حيث هناك فرص نمو كبيرة واحتياج كبير في جانب تقنية المعلومات مثل الحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء وغيرها، تعد هذه أهم الفرص لموبايلي؛ فالشركة تخطط لسد هذا الاحتياج بشكل محترف ومعلن. موبايلي استعدت لحقبة جديدة لقطاع الاتصالات في المملكة عن طريق إنشاء أكثر من 42 مركزاً للبيانات منتشرة في كافة أنحاء المملكة منها 4 مراكز مصنفة عالمياً مما يعطي مؤشرات إيجابية لاستعدادات الشركة، ولعل استضافة الشركة بيانات جميع المشتركين في خدمات البلاكبيري ماسنجر بجميع المشغلين التي كانت تحظى بحضور طاغٍ حتى وقت قريب في المملكة، دليل على ثقة شركات عالمية مثل RIM في هذا الجانب بالذات. ستستفيد موبايلي من مراكز البيانات هذه في نواحٍ عدة منها خدمات الحوسبة السحابية بمفهوم متقدم مثل منصة البنية التحتية كخدمة «IAAS»، والمنصة كخدمة «PaaS» والبرمجيات كخدمة «SaaS» كجزء من تحالفات موبايلي مع شركات عالمية، فيتبنى تحالف موبايلي مع شركة Virtustream جزء الحوسبة السحابية العامة فيتم استخدامها من قبل عديد من المنظمات لترحيل أعباء العمل الحسابية الفرضية في محاولة لخفض التكاليف وتحسين الأداء. أما تحالف موبايلي مع شركة IBM فيتبنى الجزء الخاص بالحوسبة السحابية الخاصة مثل تقديم حلول افتراضية للمنظمات من أجل تقديم خدماتها والامتثال للوائح محددة. في ظل حملات التوعية التي تقوم بها شركة الكهرباء وشركة المياه الوطنية للمحافظة على الطاقة وموارد المملكة الطبيعية يتنامى دور إنترنت الأشياء في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين إدارة الطلب في استخدام وتوزيع الكهرباء، وإدخالها لتشمل العدادات الذكية. وأجهزة الاستشعار التي توفر بيانات دقيقة من حيث الكمية والوقت الحقيقي للاستخدام وتوزيع الكهرباء في الوقت المناسب إلى أضواء الشوارع الذكية. هذه الجزئية ناقشتها موبايلي كأول الشركات في المملكة التي تعمل على توفير مثل تلك الحلول المتقدمة في عالم الاتصالات؛ حيث تعمل الشركة على الاستفادة من شراكتها مع شركة Jasper لتزويد السوق السعودي بحلول جهاز لجهاز M2M عبر (منصة جاسبر) التي تحظى باستخدام واسع لمشاريع البناء والتشغيل والنقل. أحد المشاريع التسغيلية المهمة التي تدعم موبايلي هي شبكة الألياف البصرية، أعلنت الشركة امتلاكها 66% من الشبكة الوطنية للألياف البصرية التي تمتد بطول 14 ألف كيلو متر داخل مدن المملكة لتغطي أكثر من 20 مدينة رئيسة داخل المملكة، وهو ما يعد إنجازاً مهماً نظراً لصعوبة تمديد شبكة الألياف البصرية التي تحتاج إلى حفر لتركيبها. كل هذا يدعم النواحي التشغيلية للشركة وينبئ بأن العودة للربحية القوية شيء ليس ببعيد ولا مستغرب على موبايلي.