يحيي الفلسطينيون اليوم الذكرى العاشرة لوفاة ياسر عرفات الذي قاد على مدى عقدين من الزمن قضيتهم من أجل إنشاء دولة مستقلة لهم. وسيتم إحياء ذكرى وفاة عرفات، الذي توفي عن عمر يناهزال 75 عاما، بوضع أكاليل الزهور على قبره بمدينة رام الله في الضفة الغربية. وألغيت مسيرة كبيرة كان من المقرر القيام بها في غزة عقب حدوث سلسلة من التفجيرات يوم الجمعة الماضي استهدفت موقع الحدث وكذلك ممتلكات وسيارات مسؤولي حركة فتح بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأعلنت حماس أنها لا تستطيع ضمان الأمن أثناء إحياء هذا الحدث في غزة. واتهمت فتح حماس بأنها وراء التفجيرات وهو ما نفته حماس، ومن المقرر أن تبدأ مراسم إحياء الذكرى في رام الله قبيل ظهر اليوم. وبعد ذلك بساعة سيلقي عباس كلمة بهذه المناسبة. يذكر أن عرفات أصبح رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تنضوي تحت لوائها حركة فتح في عام 1969. وفي بادئ الأمر كان عرفات يعمل ضد إسرائيل من منفاه بالدول العربية ثم عاد إلى الضفة الغربية عقب اتفاقات أوسلو المؤقتة للسلام عام 1993. لكن العنف وتعثر الموقف أدى إلى انحراف عملية السلام عن مسارها وقضى عرفات الأسبوع الأخير من حياته في عام 2004 محاصرا في مقر قيادته الرئيسي في رام الله حيث كانت تطوقه الدبابات الإسرائيلية في الخارج. واعتبرته إسرائيل أنه يمثل «عقبة أمام السلام» بسبب تأييده المزدوج للهجمات المسلحة ولمفاوضات السلام. وبعد مرضه جرى نقله إلى مستشفى بالقرب من باريس حيث توفي نتيجة – بحسب سجلات المستشفى – إصابته بنزيف في المخ ناتج عن مضاعفات عدوى بالجهاز الهضمي. وفي نوفمبر 2013 توصلت دراسة سويسرية لعينات جرى استخراجها من رفات عرفات إلى وجود مستويات مرتفعة من مادة البلونيوم وهو ما دعم «نوعا ما» الافتراض بأنه ربما جرى تسميمه بمادة إشعاعية حسب ما قالته أرملته سها. لكن دراسات فرنسية وروسية منفصلة خلصت إلى أن وفاته كانت طبيعية .غير أن كثيرا من الفلسطينيين لا يزالون يؤمنون بصحة النظرية القائلة بأن إسرائيل هي التي دست السم لعرفات.