أكد الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن معمر في كلمته أثناء افتتاح اللقاء الوطني العاشر أن المملكة قامت ونشأت على عديد من الركائز الأساسية، من أهمها الوحدة التي أساسها الدين وهي: سياسية، وجغرافية واجتماعية، مشيراً إلى أن الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- أسس المملكة ووحدها بعد ألف عام من الفرقة وجمع الشمل. وقال إن مجلس أمناء المركز أعلن أن الإرهاب والعنف هو عدو الوطن الأول، وأن ما حصل في قرية الدالوة هو جريمة شنيعة راح ضحيتها أبرياء. لافتاً إلى أن المجتمع وقف، بهيئة كبار علمائه وبجميع فئاته ضد هذا الإجرام، الذي لن يزيد المجتمع إلا تماسكاً ووحدة. وأكد أن الوطن والمواطنين بجميع فئاتهم ومذاهبهم وتوجهاتهم هم أمناء على هذه الوحدة الوطنية وأمنها واستقرارها، وأن ما يمس أي مواطن ومواطنة يمس الجميع. لافتاً إلى أن التطرف والمتطرفين خدموا الأعداء وأصبحوا هم أدواته في هدم أسس مجتمعاتهم وفي الإساءة لديننا. ووجه ابن معمر رسالة إلى جميع وسائل الإعلام بجميع أدواتها المرئية والمسموعة والمقروءة، أكد فيها أنها شريكة في حمل الأمانة معهم في كل صغيرة وكبيرة. وقال: «إننا نمر بمرحلة دقيقة وحساسة جداً لم يستطع الأعداء أن ينفذوا إلى أي مجتمع إلا عبر التطرف والغلو؛ لقد تم استخدام تعاليم الدين من الغلاة والمتشددين لزرع الفتنة والقتل والتدمير ونشر الكراهية، لقد عرفوا أن هذه البلاد لا يحكمها إلا شرع الله، لذا حاولوا بكل الوسائل أن ينفذوا إلينا من خلال ديننا والدين منهم براء». وأضاف: «أشغلوا العالم الإسلامي لأكثر من أربعين عاماً ودمروا مجتمعات ودولاً، وهو مع الأسف أكبر مشروع أضر الإسلام والمسلمين وبالدعوة الإسلامية. أقول هذا من خلال دراسات علمية ومن خلال آراء خبراء مسلمين ومن خلال خبرتنا في الحوار بين أتباع الأديان والثقافات». وعرج ابن معمر في كلمته إلى أهم المشاريع الفكرية، التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو مشروع الحوار الوطني عام 1424ه؛ وهدف إلى ما يلي: * تكريس الوحدة الوطنية في إطار العقيدة الإسلامية وتعميقها عن طريق الحوار الفكري الهادف. * الإسهام في صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطية والاعتدال داخل المملكة وخارجها من خلال الحوار البناء. * معالجة القضايا الوطنية من اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية وتربوية وغيرها وطرحها من خلال قنوات الحوار الفكري وآلياته. * ترسيخ مفهوم الحوار وسلوكياته في المجتمع ليصبح أسلوباً للحياة ومنهجاً للتعامل مع مختلف القضايا. * توسيع المشاركة لأفراد المجتمع وفئاته في الحوار الوطني وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني بما يحقق العدل والمساواة وحرية التعبير في إطار الشريعة الإسلامية. * تفعيل الحوار الوطني بالتنسيق مع المؤسسات ذات العلاقة. * تعزيز قنوات الاتصال والحوار الفكري مع المؤسسات والأفراد في الخارج. * بلورة رؤى إستراتيجية للحوار الوطني وضمان تفعيل مخرجاته. ولفت إلى أن الحوار حقق عبر مسارات متعددة إنجازات، لكن أثرها واضح وهي تخضع لتقييم وقياس ومراجعة دائمة من قبل خبراء ومتخصصين لاختيار أفضل الآليات، التي تعبر عن طموحات وآمال المشاركين والمشاركات في فعاليات الحوار الوطني.