معلم في محايل عسير يكتشف خطأ في منهج «لغتي» للثالث الابتدائي، مواطن يكتشف مطاراً للقنفذة في منهج دراسي، معلم يكتشف خطأً في منهج مادة لغتي للصف الرابع، مدرس في بيشة يكتشف خطأ في كتاب دليل المعلم، معلم يكتشف خطأ منهجياً في كتاب العلوم للصف الثالث الابتدائي، طالب ابتدائي بنجران يكتشف خطأ تشكيلياً في كتاب «لغتي»، معلم يكتشف خطأ في آية قرآنية بكتاب ابتدائي، معلم يكتشف خطأ في كتاب الرياضيات بالصف الثالث الابتدائي، طالب «تحفيظ» بالطائف يكتشف خطأ في آية بمادة التفسير. عناوين مرعبة تقض المضاجع، وتدعو للتأمل، تطالعنا بها الصحف بين الفينة والأخرى، تكشف لنا مدى القصور في أهم الوسائل التعليمية وهي الكتاب المدرسي. في السنوات الماضية كان اللوم يقع على الطالب لإهماله وعدم استيعابه المادة الدراسية، وفي أيام الدراسة كنا نتهم عقولنا بالتقصير وقلة الفهم، وفي بعض الأحيان كنا نجزم بوجود بعض الأخطاء التي تحول دون فهم المنهج، ولكن لم تكن لدينا الجرأة أو الثقة في النفس، لكوننا كنا ننظر إلى المعلم والوسيلة التعليمية بأنهما معصومان من الخطأ ولا يتصور صدور ذلك منهما فلا نجرؤ على الإفصاح عنها، والسبب الرهبة المفرطة التي كنا نعاني منها. مثل هذه الأخطاء كانت موجودة في السابق وبقلة ولكن لم يوجد من يبرزها، ولعل الأساليب البدائية في التصحيح والتدقيق كانت أكثر فعالية من الأساليب الحديثة المعاصرة، لذا كانت قليلة أو شبه معدومة، وهذا يدعونا إلى سؤال مهم وهو: ما مدى مصداقية هذه العبارة التي تكتب- بالبنط العريض- على واجهة الكتب المدرسية «تمت المراجعة من قبل مختصين أو مراجعة وتدقيق نخبة من المختصين»؟! هذه الأخطاء غالباً لا تأتي إلا من عدم استقرارية المناهج وكثرة العبث بها والتغيير المستمر لها، وإلا فإن رصد أخطاء هذا العام وتصحيحها في طبعات السنوات المقبلة سيسهم في تقليل كثير من الأخطاء، ولا يعني هذا عدم حاجتنا إلى تطويرها وتنويعها. وإذا كانت هذه هي مناهجنا التي من المفترض أن تكون أقرب إلى الصحة – على الأقل إملائياً – وجدت بها مثل هذه الأخطاء، فأي فائدة وأي دور تقوم بها لجان التدقيق والمراجعة والتصحيح؟! وهل تحتاج هذه اللجان إلى مراجعة وتصحيح؟ وهل بعد هذا يُلام الطالب على عدم الفهم أو تُلام الأم على تأففها من المناهج كونها تجد صعوبة في الفهم، وإذا لم تفهم هي فكيف لها أن توصل المعلومة لأبنائها؟!. الشيء الأغرب من هذا أن غالبية الأخطاء في المناهج الابتدائية للصفوف الأولية بمعنى آخر في المناهج التأسيسية، فأي تأسيس لطالب المرحلة الابتدائية نرجوه مع هذه الأخطاء المنهجية اللاممنهجة؟!