أتهم رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية حسن بولات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالارتماء في الحضن الإيراني والعمل على زعزعة العلاقات بين العراق وتركيا، كما أن العلاقات بين البلدين في عهده تتراجع يوما بعد يوم. وأشار بولات خلال ندوة «العرب والقوى الإقليمية العرب وتركيا.. الأمن الإقليمي» والتي عقدت أمس الأول في فندق «الماريوت» في الرياض إلى أن هناك أطرافا في العراق تميل إلى الاعتدال السياسي مثل صالح المطلك ومقتدى الصدر الذي أشاد بزيارته التي قام بها إلى تركيا مؤخرا، كما أكد أن نوري المالكي لا يمثل الاتجاه الشيعي في العراق بل يمثل النفوذ الإيراني هناك. وأكد الكاتب والمحلل السياسي محمد زاهد جول، أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وتركيا قد شهدت تطورا دبلوماسيا هاما إزاء سوريا، بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى الرياض. وأشار جول أن الموقف التركي من القضايا العربية يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية، وهي موقف تركيا من القضية الفلسطينية وتأييد كل المطالب الفلسطينية، والموقف الجديد تجاة إسرائيل، وتأييد الشعوب العربية في ثوراتها. وأكد مستشار مدير جامعة الإمارات سعيد حارب أن النفوذ الذي نالته تركيا في منطقة الشرق الأوسط منذ وصول حزب العدالة والتنمية للسلطة أصبح الآن على المحك، ويهدد تركيا بفقدان شعبيتها بين شعوب المنطقة. وأشار إلى أن الثورات العربية أوقعت تركيا في موقف صعب كونها لا تعرف الصورة المستقبلية لشكل الحكومات في المنطقة الذي يمكن أن يشكل ضمانة لتركيا تستطيع معها تثبيت سياستها الخارجية، في الوقت الذي وصلت العلاقة بينها وبين أوروبا إلى حالة من الجمود مرشحة للتدهور. وتمنى الكاتب الصحفي اللبناني محمد سلام أن تتوسع دعوة خادم الحرمين الشرفيين في انتقال دول مجلس التعاون الخليجي من التعاون إلى الاتحاد لتشمل بقية دول المنطقة وقال»ما أجمل أن يكون الكيان ممسكا بالمضائق الأربعة باب المندب، هرمز، جبل طارق، والدردنيل». وطالب النائب المساعد لرئيس الجمهورية الإيرانية سابقا سيد عطالله مهاجراني الدول العربية بالابتعاد عن ثقافة اللوم والشكوى من وجود مشروعات في المنطقة تهددها، والعمل على إعداد قوة اقتصادية وعسكرية وثقافية تواجه تلك المشروعات، وأكد أن إيران لها مشروعها الخاص وإسرائيل وتركيا وأمريكا كذلك، التي تواجه من خلاله التهديدات الأمريكية و الإسرائيلية، وليست مشكلتها أن العرب لا يملكون مشروعا منافسا، كما أتهم وزير الثقافة والإرشاد في الجمهورية الإسلامية سابقاً إسرائيل وأمريكا بتأزيم الوضع الطائفي وزرع الفتنة في المنطقة. وشهدت الندوة خلافا بين الدكتورة وفاء الرشيد مع النائب اللبناني خالد الظاهر بعد وصفها حماس بالمشروع الإسرائيلي المُنشأ لتحطيم منظمة التحرير الفلسطينية والتي تحتل غزة منذ 2005، ورد بقوله «أنا لا أقبل هذا الكلام من الدكتورة، فحماس منظمة مقاومة عربية مسلمة « وكانت الكاتبة والباحثة في الشؤون السياسية الدكتورة وفاء الرشيد عزت التغلغل الإيراني في المنطقة إلى الفشل «المخابارتي» العربي وسقوط دولة العراق، وأن حركتي حماس وأمل هما مجرد وسيلة وأداة لبناء استراتيجيات وأجندة إيرانية وإسرائيلية. وتساءل أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في لبنان الدكتور صالح المشنوق عن توجه بعض الحركات إلى طلب الدعم من إيران وقال»نحن في 14 آذار من المعروف أن المملكة العربية السعودية توقفت عن دعمنا، هل سنذهب إلى إيران» وأشار إلى أن المشروع الإيراني بشقية المذهبي والقومي يشكل الخطر الاستراتيجي الأول على المنطقة، ويهدف إلى نشر المذهب الشيعي وجعل الولي الفقيه الآمر الناهي في الأمة الإسلامية، وطالب المشنوق بتحصين الساحة العربية ومنع إيران من استخدام القضية الفلسطينية.