عدَّ الكاتب الصحفي علي الزامل، كتابه "محطات من واقع الإدارات"، تجربة تمثل خلاصة خبرات موظفين ومديرين، من الجنسين، في مختلف القطاعات، إضافة إلى عمليات استقصاء أجراها، وسجل من خلالها قصصاً ومواقف واقعية، أفضت إلى سلسلة من الوصايا والرؤى، موضحاً أنه تخلص في كتابه من التنظير والنصائح التقليدية السطحية. وقال الزامل إن الكتابة ما هي إلا محاكاة وقراءة للواقع الذي يعيشه الكاتب، ويعايش أحداثه ووقائعه، مضيفاً أنه سعى في كتابه، الصادر مؤخراً في 168 صفحة، إلى استنطاق الواقع، وحرص على المزاوجة العلمية والأسس الإدارية لتحقيق نتاج يتماهى ومستجدات العصر. وأوضح أن مرامي الكتاب تنادي بتكريس التعامل الحسن بين الموظفين المرؤوسين مع بعضهم، وكذا لجهة مديريهم، بغية تشكيل بيئة عمل صالحة وناجحة، وتحقُّق أهداف المنظومة الواحدة، شركةً كانت، أو مؤسسة، أو جهة حكومية ورسمية. وبين أن في الكتاب تجربة مبتعث في اليابان، يلاحظ أثناء تدريبه خلافاً بين مدير وموظف، إلا أنه يتفاجأ أنهما يلتقيان على طاولة واحدة بعد ذلك دون أية ضغائن بينهما، وهذا يؤكد أهمية "عقلنة الخلافات بين المدير ومرؤوسيه"، وبعبارة أخرى الإجهاز على الشخصنة داخل إطار العمل. وتناول الزامل في كتابه قضايا تتعلق بمقومات العمل، مثل قيم الأمانة والولاء والصدق بوصفها قيماً تحقق الإخلاص، وأهمية تغليب المصلحة العامة، ولم تخلُ هذه التجربة من كشف بعض الفئات التي لا همَّ لها "سوى تعكير صفو المنظومة، وتلويث أجوائها".