تداولت الصحف صورة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز – وزير الداخلية – مبتسماً أثناء استعراضه لقوات أمن الحج، فكتبت حينها في تويتر: « عندما يبتسم سمو وزير الداخلية في عرض قوات الأمن فإنه يوجه رسالة طمأنة للمواطنين والحجاج، ورسالة تحذير قوية للمفسدين وأعوانهم»! إن الصور المشرفة لأعمال الحج التي حملتها وسائل الإعلام المختلفة أو تلك التي نقلتها وسائل التواصل الاجتماعي كانت صوراً رائعة جسدت المسؤولية التي تضطلع بها جميع أجهزة الدولة كل عام، وهي صور في غاية البهاء والنقاء أثبتت أن كل رجل وامرأة انتدب للعمل في حج هذا العام عمل من موقع مسؤوليته وكأنه المسؤول الأول عن النجاح. لقد كان لمواقع التواصل الاجتماعي في حج هذا العام دور كبير في إبراز الصور المشرقة والمشرفة لرجال الأمن – خاصة – وباقي أجهزة الدولة المشاركة في أعمال الحج التي عملت بإخلاص وتفانٍ ومسؤولية؛ لرسم لوحة كبيرة غاية في الجمال والكمال. لقد تابع العالم تلك الصور الرائعة التي تم نقلها مباشرة من المشاعر المقدسة إلى أرجاء المعمورة من أطهر بقاع الأرض: من بيت الله الحرام، ومن منى في يوم التروية، ومن عرفات، حيث وقف حجاج بيت الله الحرام مكبرين وملبين وداعين الله، ومن مزدلفة ثم في عودتهم إلى منى لرمي الجمار والنحر والطواف إلى أن ودعوا بيت الله الحرام حامدين الله تعالى على ما مَنَّ به عليهم من عظيم الفضل، وداعين الله لخادم الحرمين الشريفين وحكومة وشعب المملكة العربية السعودية على ما وجدوه من رعاية وعناية واهتمام. لقد أدرك شعب المملكة العربية السعودية منذ أن مَنَّ الله عليه بتوحيد البلاد تحت راية التوحيد بأن العالم – وخاصة العالم الإسلامي – ينظر إليه نظرة تقدير واحترام، وينتظر منه مزيداً من العطاء، فعملت الدولة على خدمة الحرمين الشريفين – خاصة – وخدمة الإسلام- عامة – وسخرت جميع إمكاناتها منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – يرحمه الله – حتى اليوم الذي نشهد فيه مراحل التوسعة الكبرى التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – يحفظه الله – التي بدأ الحجاج والمعتمرون يستفيدون منها في تيسير حجهم وعمرتهم، ونسأل الله أن تكون في ميزان حسناته أيده الله بقوته وتوفيقه، وهي أعمال – ولله الحمد – تلقى رضا عاماً من شعب المملكة – خاصة – ومن المسلمين -عامة- ويثني عليها الجميع؛ لأنهم يعرفون نبل هدفها، ويدركون سمو غايتها. إن شعب المملكة يفخر بالإنجازات الكبيرة في التوسعات المتتابعة للحرمين الشريفين، ويزهو بالخدمات الكبيرة التي تقدمها الدولة – رعاها الله – في خدمة دين الله، والتيسير على المسلمين، وتسهيل الصعاب، وتذليل العقبات؛ ليؤدوا حجهم على أكمل وجه. منَّ الله على حجاج بيته الحرام، ووفقهم لإتمام حجهم، ويسر لهم من يرعى شؤونهم، ويحفظ أمنهم، ويسهر على راحتهم، ويعالج مريضهم، ويعين كبيرهم، ويهتم بصغيرهم، ويرشد تائههم، ويوفر لهم الخدمات التي تسهل لهم سبل أداء مناسكهم حتى يغادروا إلى بلادهم. إنها رعاية بلا منة، وأمن تام يسهر عليه رجال مخلصون، وعون سخرت له كل الوسائل، واهتمام بجميع الأمور من أبناء المملكة العربية السعودية الذين شرفهم الله بخدمة إخوانهم في هذا الموسم العظيم. إن الصور الرائعة التي جسدها أبناء وبنات هذا الوطن في موسم الحج خدمة لضيوف الرحمن من جميع القطاعات المشاركة لا يمكن حصرها أو عد محاسنها أو إبراز جوانبها المضيئة. إنها صور غاية في الروعة والجمال تم تناقلها عبر التقنية الحديثة إلى كل مكان؛ لأنها صور فريدة تمثل العطاء الخالص لوجه الله تعالى، وتؤكد العمل المخلص في خدمة الدين والمليك والوطن، وتعزز المكانة المرموقة لأبناء المملكة العربية السعودية في العالم. في كل عام يضيف خادم الحرمين الشريفين فخراً لأبناء هذه البلاد الذين يدعون له بالخير دوماً، ففي هذا العام أمر أيده الله باستقبال عدد من أسر الشهداء في فلسطين؛ ليحجوا على نفقته – أيده الله – ومن بين أولئك الحجاج الفلسطينيين امرأة مقعدة – تم تداول مقطع مصور لها – تبكي فرحاً بما مَنَّ الله عليها من الوصول إلى مكةالمكرمة لأداء حجها، ولم تنقطع كلماتها بالدعاء الحسن، والثناء الجميل على ما لقيته من العناية والرعاية وحسن الاستقبال، وكانت – رغم ما هي فيه من عجز – مملوءة سعادة اختلطت بدموع الفرح. وقفة: مَنَّ اللهُ على تلك الحاجةِ بأنْ تكونَ من ضيوفه، وأكرمها بأن جعلها من بين الذين تكفل خادم الحرمين الشريفين بشؤون حجهم.