عند الحديث عن مهنة الصيدلة وأنت جزء منها، تشعر بعجز قلمك عن لم بحورها وكيف تستطيع أن ترسم لوحة بليغة توضح معالم جمالها وتفاصيل كثيرة لا يعرفها الجميع. مهنة الصيدلة هي مهنة إنسانية عريقة عرفت على مر العصور، حيث ابتدأت بنطاق صغير ثم توالت أحداث التطور حتى بلغ صداها أرجاء العالم قاطبة، ما أوجدت هذه المهنة إلا لتخريج صيادلة أكفاء لأخذ عاتق التوثق من الأدوية الموصوفة لكل مريض أو فرد بهذا المجتمع. ليكونوا هم حلقة الوصل الخفية بين الطبيب والمريض، هذه الحلقة التي يغلب عليها اعتقاد البعض أن دورهم يكمن فقط في إعداد الدواء ووضعه في أكياس خلف تلك النافذة، بينما دوما ما يوجد خلف الستار جنود في الخفاء للتحقق من الجرعة بحسب وزن المريض، عمره، وحالته المرضية؛ لأنه لا يتم صرف أي دواء إلا بعد التأكد المضاعف من أمان استخدامه من قبل المريض. وفي زمن التطور الملحوظ والتسابق المشهود في تطوير صناعة الدواء، أصبح يتحتم على القطاع الصحي بشكل خاص الاستعانة بأهل الدواء وهم الصيادلة لاختيار الدواء الأنسب للمريض. بناء على أوجه عدة تبتدئ بالفاعلية الدوائية المطلوبة ثم لتربط بالتكاليف المعقولة وهذه الموازنة تحسب من قبل اختصاصيي الدواء. ولا يقتصر العمل على ما سبق ذكره إذ إن عمل الصيدلي متنوع ومختلف ويتوسع النطاق من مستوى القطاع الصحي والاقتصاد الدوائي إلى التثقيف الصحي للمجتمع. وقد أهم مجموعة طموحة من الصيادلة، التنافس والتسابق لرفع مستوى الوعي الدوائي والصحي لمجتمعنا فبين حملات تطوعية وبرامج وثائقية تثقيفية دوائية إلى تواصل مستمر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وأصبح الآن العالم قرية صغيرة والمصادر الموثوقة متوفرة من خلال التعامل المباشر مع الصيدلي والتجاوب مع استفسارات أفراد المجتمع بالشكل المناسب. وأتت مجموعة صيدلي ولي بصمة التطوعية، لتحقق رؤية ورسالة سامية جاعلة جزءا كبيرا من الوقت والجهد من أجل أفراد المجتمع. وابتدأت المجموعة في التوسع لتشمل مختلف مناطق المملكة وكان لها الأثر في جعل المجتمع الصيدلي مجتمعا واحدا ذا هدف ورؤية واضحة وهادفة. وقد كانت أول من احتفى بيوم الصيدلي السعودي الذي أعلنت عنه، ويصادف 20 من شهر سبتمبر من كل عام ميلادي؛ ليكون انطلاقة جديدة في الرعاية الصيدلانية وتطويرا للخدمات الموجهة للمجتمع.