كشف إعلان النادي الأدبي بجدة مؤخراً عن عزمه البدء في تنفيذ مشروع إصدار موسوعي يتناول «أدب المملكة العربية السعودية»، عن تزايد الميل نحو إصدار الأعمال الموسوعية الثقافية والأدبية لدى المؤسسات الثقافية في المملكة. وعلى الرغم من هذا الاهتمام المتصاعد بالموسوعات، إلا أنه لا أحد – بالضبط- يعرف عدد الأعمال الموسوعية التي صدرت طوال السنوات الماضية من عمر الأدب المحلي، وتناولت الأدب السعودي، لكن الأكيد أن إصدار مثل هذه الأعمال سوف يتوالى خلال الفترة المقبلة. ويعطي رئيس النادي الأدبي بجدة، الدكتور عبدالله السلمي، أهمية فائقة لمثل هذه المشاريع الموسوعية، ويقول إن النادي ينظر إلى هذا المشروع بوصفه من أهم الأولويات التي يسعى النادي إلى تحقيقها خلال الفترة القريبة المقبلة، وبالشكل الذي يليق بما قدمه الأدباء الروّاد والرموز من عطاءات كبيرة في مسيرة الأدب السعودي. ويضيف أن مشروع «دراسات في أدب المملكة العربية السعودية» من المشاريع التي يسعى النادي لتنفيذها خلال الفترة المقبلة، لما يمثله من أهمية فكرية وثقافية، ويقدم نماذج لمجموعة من رموز الأدب والثقافة في المملكة، الذين ساهموا بعطاءاتهم الأدبية في تقديم صورة مضيئة للأدب السعودي. ويشير السلمي إلى أن النادي استعان بمجموعة كبيرة من الباحثين والأكاديميين من أعضاء مجلس الإدارة، ومن المتخصّصين في الأدب السعودي، لإعداد بحوث مهمة في هذا الشأن، ليقدموا دراسات متخصّصة عن أدب وأعمال مجموعة من روّاد ورموز العمل الأدبي الثقافي في المملكة، منهم: أحمد السباعي، عبدالله الجفري، ومحمد حسن فقي، حسين سرحان، محمود عارف، محمد الفهد العيسى، حمزة شحاتة، أسامة عبدالرحمن، ومحمد السليمان الشبل، وغيرهم من الأسماء البارزة في مسيرة الأدب السعودي. ولا يتوقف الاهتمام بإصدار الأعمال الموسوعية على المؤسسات الثقافية، فهذا الكاتب والباحث خالد اليوسف يعلن عن إطلاق مشروع فردي عنوانه «معجم الأدباء السعوديين». ويقول عنه إنه موجه لكافة الغائبين عن المشهد الثقافي الذين يشكون من إهمال التاريخ الأدبي لهم، داعياً جميع الأدباء السعوديين ممن صدر لهم إنتاج مطبوع إلى إرسال سيرهم العامة إليه. وبالإضافة إلى ذلك، فإن اليوسف الذي عرف برصده الببليوغرافي للأدب السعودي، قدم لكرسي الأدب السعودي إصداراً يحمل عنوان «التجربة الشعرية في المملكة العربية السعودية.. شهادات ونصوص»، يتضمن تجارب 31 شاعراً، وهو جزء من رصده لتجارب الشعراء السعوديين. وحول أهمية هذه الموسوعات والجمهور المستهدف لها، يقول الباحث عبدالله الحارثي، إن الأعمال الموسوعية مهمة جداً بالنسبة لأي أدب مهما قصر تاريخه، مضيفاً أن هذه الأعمال تعطي القراء والدارسين جانباً بانورامياً لأدب هذا البلد أو ذاك، كما أنها تمنحك فكرة عن تطور الأجناس الأدبية والأسماء الإبداعية البارزة، إضافة إلى تمثيل التيارات الأدبية البارزة. ويعتقد الحارثي أن مثل هذه الأعمال هي بطبيعتها ليست جماهيرية، ولكونها موسوعية فإن إصدارها سيكون مكلفاً ويصعب على القارئ العادي اقتناؤها. ليختتم قائلاً: ربما نحمل المؤسسات الثقافية مسؤولية توفيرها للقراء عبر مكتباتها التي يندر أن تتوفر فيها مثل هذه الأعمال.