من صغري وأنا أميل للأشياء الصامتة؛ الأشياء الهادئة دون حراك؛ للذبذبات التي لا تسمع؛ لأشياء تشبهني لكنها ليست أنا؛ أو ربما هي أنا بشكل أو بآخر. لدي حب مفرط لغرفتي، لعتبة بابها التي لم أطَأْها يوماً، فقط أمسح عنها الغبار كلما شعرتُ أنها تريدني. لانتظار مقبض الباب الدافئ لي كلما حاولت الدخول. لشوق حضن السرير لاحتضاني، أعلم أنك تريدني لكنني متأسفة أخاف أن أثقل عليك لذا لا أنام فوقك سوى سويعات. لصدر ذاك الكرسي الذي أغير مكانه كل مرة كي لا يشعر بالضجر. لطاولتي الحنونة وحبرها المتشكل على هيئة ذاكرة. لمسمار الجدار الذي تعب من برودة الملامح في لوحة العائلة الرمادية. لنبرة منبهي الهادئ مثل هدوء أصوات الأمهات.. أحبكم جداً، أعلم بأنكم تشعرون بالوحدة عند أشخاص آخرين ليسوا أنا. هذه ورقة اعتذار لكم وضعتها في بالونة لعلها تحلق لتحط في مكان يجمعنا سوياً، فقط في هذه اللحظة عندما وجدت حاجياتي مرمية خارجاً، مسلوب الغرفة لعدم تمكني من دفع الثمن، أدركتُ أنني أصبحتُ يتيماً مرتين.