نفى رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، في تصريح ل”الشرق” إمكانية تلقي المواطنين الذين بادروا إلى تسليم قطع أثرية لمكافآت مادية، وكذلك أصحاب المتاحف الخاصة “لا يمكن التكلم عن الدعم المادي لأشخاص لا يملكونها أصلاً، فالآثار الوطنية ملكية عامة للدولة، وهنالك بعض الأشخاص الذين يفاوضون على شراء الآثار، فالهيئة لا ترغب أن تفتح باب شراء الآثار وسرقتها. كما أن هنالك أنظمة وعقوبات صارمة ومحددة لاستعادة الآثار الوطنية. ونحن سعداء بأريحية المواطنين وتجاوبهم مع “الحملة الوطنية لاستعادة الآثار”، علاوة على أن الآثار تعرض بأسماء المواطنين الذين أعادوها”. وكان الأمير سلطان افتتح مساء السبت الماضي معرض “الآثار الوطنية المستعادة” الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار في المتحف الوطني بالرياض، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – بالتزامن مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة “الجنادرية 27′′. وحضر الافتتاح رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، وعدد من أصحاب السمو الأمراء، وجمع من كبار المسؤولين والإعلاميين. وخلال جولته في المعرض، أكد الأمير سلطان بن سلمان على عناية المملكة بالآثار المرتبطة بالتاريخ الإسلامي، وإيلائها الاهتمام، خاصة بعد صدور قرارات حاسمة بمنع التعدي على مواقع التراث الإسلامي تنبع من اعتزاز المملكة، وهي مهبط الوحي، ومهد الرسالة الإسلامية السامية التي أنارت الدنيا، وحملت الخير العظيم للبشرية. وقال “إن افتتاح معرض الآثار الوطنية المستعادة ليكون متزامناً مع مهرجان الجنادرية27، تأكيداً على أهمية هذه المناسبة التي تقام في وقت يُمكِّن أكبر عدد من المواطنين وضيوف الجنادرية وزوارها من حضور المعرض والاطلاع على محتوياته وكنوزه الأثرية والتاريخية”. واعتبر أن الدفعة الأولى من الذين سلموا ما لديهم من قطع أثرية حلقة أولى ضمن حملة استعادة الآثار، ومثال لما سيتم خلال المعارض المماثلة التي سيتم تنظيمها دورياً لعرض الآثار المستعادة، وتكريم المبادرين بالإعادة الطوعية، وتسجيل أسمائهم ضمن سجلات التراث الوطني، إلى جانب الجهود القانونية لاستعادة الآثار التي يحتفظ بها المواطنون، أو تلك التي خرجت من المملكة بطرق غير مشروعة. وأهاب بسرعة المبادرة إلى تسليم القطع الأثرية، والتبليغ عن الآثار وعدم تحريكها من مواقعها، والاتصال بمكاتب الآثار في مناطق المملكة كافة. كما رعى الأمير سلطان، أمس الأحد، ندوة عالمية عن استعادة الآثار التي تقام على هامش المعرض، شارك فيها عدد من الخبراء الدوليين والمحليين، إضافة إلى ورشة عمل عن الآثار المستعادة من الداخل، بهدف إبراز سبل تنمية الوعي بين شرائح المجتمع، وأهمية وقف العبث والتعدي على المواقع الأثرية. يشار إلى أن معرض الآثار الوطنية المستعادة الذي يستمر شهراً، ويضم قاعة للآثار الوطنية المستعادة من الخارج، تشمل قسماً عن اهتمام الدولة بحماية الآثار، ويتضمن عرض كلمات القيادة عن حماية الآثار الوطنية، وزياراتهم للمواقع الأثرية، بالصور، منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز – رحمه الله -، وعرض بعض ما ورد في الاتفاقيات الدولية بخصوص حماية الآثار وإعادة الممتلكات الثقافية لبلدانها الأصلية. وتم تقسيم المجموعات والقطع الأثرية وفق أسماء الأشخاص الذين أعادوها، بحيث يقوم العرض على تصنيف القطع ضمن مجموعات بحسب النوع، ومنها قسم كنز الشعيبة، وقسم العبث بالآثار، وقسم القطع الأثرية المميزة، وقسم القطع الأثرية الوطنية المستهدفة، وقسم القطع الأثرية التي قامت المملكة بإعادتها. وتضم قاعة الآثار الوطنية المستعادة من الداخل نماذج مختارة للقطع الأثرية التي استعيدت من الداخل، أو أعادها بعض المواطنين والمقيمين في مناطق المملكة كافة، كما يتضمن المعرض لوحات تعريفية بالآثار الوطنية المستعادة من الداخل في بهو المتحف الوطني يضم 13 لوحة تعريفية بعدد مناطق المملكة. وهنالك معرض لوحات تعريفية بالآثار الوطنية المستعادة في المتاحف الرئيسة في المناطق والمحافظات، وهي متحف قصر المصمك بالرياض، ومتاحف مكةالمكرمة، والطائف، والعلا، والأحساء، وتيماء، ونجران، والجوف، وجازان. ويقام أيضاً في موقع الهيئة بالسوق الشعبي بمهرجان الجنادرية معرض توعوي عن الآثار الوطنية المستعادة، يضم لوحات توعوية وتعريفية بجهود الهيئة في استعادة الآثار الوطنية من الداخل والخارج، ويستمر طيلة أيام المهرجان. الأمير سلطان بن سلمان وأصحاب السمو الأمراء (واس) في حفل تسليم الآثار المستعادة (واس) أحد الأطفال يتعمق في نسخ من القرآن الكريم (واس) الرياض | منيرة الرشيد