(1) لابد من إجراء تحليل نفسي ودراسة تفصيلية على الأشخاص الذين «يضخمون» أخطاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. حادثة البريطاني وما تلاها من مقالات و«سلخ» جلد الهيئة جعلنا نشعر أن هذه الحادثة أكبر قضية شهدها التاريخ. يأتيك شعور أن أولئك يفرحون لأي خطأ يرتكبه رجال الهيئة ويركضون إلى أقلامهم ل «سنّها» وذبح «فريستهم». (2) لو تتبعنا أي جهاز من أجهزة الدولة لوجدنا أن رجاله يخطئون فمن يعمل لابد أن يخطئ. عدد من رجال الدفاع ارتكبوا أخطاء عند وقوع حرائق راح ضحيتها أشخاص. في المقابل فإن عدداً من رجال الدفاع المدني ضحّوا بأنفسهم من أجل إنقاذ أرواح وبعضهم استشهد لإنقاذ طفل أو عجوز أو أي متضرر. لم نقرأ أو نشاهد تلك الحملات ضد رجال الدفاع المدني الذين أخطأوا لكننا في المقابل نشاهد حملات مكثفة ضد أي خطأ من عضو هيئة. (3) كتبت الصحف بالأمس «الهيئة تنقذ ست فتيات من الابتزاز في مكة والرياض». لم تكن هذه الحادثة هي الأولى بل إن الهيئة تنقذ دوما وتحمي أعراض فتيات من الابتزاز والاستغلال. أين تلك الأقلام من هذه الحالات؟ (4) لا أقصد من كلامي أن «نغض الطرف» عن الأخطاء بل لابد أن نتعامل بتوازن بين الخطأ والصواب وأن لا نكون متصيدين للأخطاء فقط. المشكلة أن بعض من ينتقد لا يعرف أي خلفية عن الحادثة التي ينتقدها لكونه لا يحب تلك الجهة. ابتعدوا عن «شخصنة» الأمور وانتقدوا للإصلاح.