يُرجِع أكاديميون ومتخصصون تفضيل قطاع من أولياء الأمور المدارس الأهلية على الحكومية إلى عدة أسباب من بينها ما اعتبروه غياباً للانضباط في بعض المدارس الحكومية مقارنةً بالأهلية. ومع بداية كل عام دراسي، يدور جدل وتُعقَد مقارنات بين التعليم الحكومي والأهلي. ويلحظ أولياء أمور ومراقبون للعملية التعليمية أن الطالب في المدرسة الأهلية يحظى بعناية واهتمام من قِبَل هيئة التدريس والإدارة تفوق نظيره في الحكومية. ويعتقد عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للقضاء، الدكتور إبراهيم بن ناصر الحمود، أن «هناك فارقاً في التعامل»، ويوضح قائلاً «في المدارس الأهلية تختلف درجة العناية والاهتمام والمتابعة والانضباط، الطالب يجد مكانة مختلفة عن تلك التي يحظى بها في الحكومية». ويبدي الحمود أسفه لعدم انضباط قطاع من معلمي ومعلمات المدارس الحكومية، ويتابع «بعضهم يخرج قبل نهاية الدوام وبعضهم يهدر ساعات في اليوم الدراسي في الحديث عن أمور جانبية لا علاقة لها بالمناهج، كأن يتحدث معلم في الرياضة مثلا أو أن يسأل الطالب عن عمل والده وعن معارف ووساطات لإنجاز أعمال ومصالح خاصة». وإضافةً إلى الانضباط، يعتقد الحمود أن من أسباب تفضيل «الأهلية» على «الحكومية» استهداف أولياء الأمور تحصيل أبنائهم معدلاً أعلى، ويقول «من يقل معدله عن 80% لا تقبله الجامعات السعودية، لذلك يلجأ ولي الأمر إلى التعليم الأهلي الذي يرى أنه سيتيح لابنه تحقيق معدل أعلى». من جهته، يشير سليمان الربيعة (ولي أمر) إلى مخرجات التعليم لدى المعلمين في المدارس الحكومية ك «أحد مسببات الظاهرة».ويقول الربيعة إن «بعضهم لا يجيد القراءة بالعربية الفصحى، وشخصياً وقفت على مستوى عدد من المعلمين وشعرت بالألم لأن معلما لا يجيد القراءة يدرّس ابني».في المقابل، يرفض أستاذ علم الاجتماع وعلم النفس الجنائي، الدكتور سعود عبدالعزيز الفايز، اعتبار توجه أولياء الأمور إلى المدارس الأهلية ظاهرة كما يعتقد البعض، ويقول «نعم نسمع عن تسيب وإهمال في المدارس الحكومية، لكن أعتقد أن الوضع تغير حالياً وإن كان جزءا من المشكلة مازال قائماً». ويحمِّل الفايز الأسرة جزءاً من المسؤولية فيما يتعلق بالإهمال في المدارس لأن «التعليم يبدأ من البيت قبل المدرسة، لكن انشغال أولياء الأمور عن أبنائهم يجعل المعلم تحت ضغط كبير تعليمي وتربوي»، حسب قوله. بدوره، يتوقع حمود الذبيب أن تتأثر الدراسة إيجاباً بتشديد وزير التربية والتعليم، الأمير خالد الفيصل، على مسألة انضباط المعلمين والمعلمات في الدوام وتعميمه على مديري المدارس بموافاة الوزارة بأسماء المتغيبين والمتغيبات عن الأسبوع الأول من الدوام، ويرى أن على الجامعات اتخاذ إجراء مشابه. ويعتقد الذبيب أنه «لو أعطى كل معلم التعليم حقه وأخلص لعمله لحصلنا على مخرجات جيدة بل وممتازة». ودارت هذه المناقشات حول العملية التعليمية في إثنينية حمود الذبيب في الرياض.