قتلت إسرائيل 3 من كبار قادة حركة حماس في غارة جوية على قطاع غزة، أمس الخميس، في مؤشر واضح على أنها عازمة على النيل من قيادة الجناح العسكري للحركة بعد فشل وقف إطلاق النار. وأعلنت حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، أن القادة هم: محمد أبوشمالة، ورائد العطار ومحمد برهوم. وأضافت أنهم قُتِلُوا في قصف منزل برفح جنوب القطاع، ووصفت الثلاثة ب «قادة عسكريين كبار قادوا عمليات ضد إسرائيل خلال ال20 عاماً المنصرمة». وأكد الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) استهداف اثنين من القتلى. وهؤلاء أبرز قادة لحماس يُعلَن عن مقتلهم منذ بدأت إسرائيل هجومها على القطاع في الثامن من يوليو الماضي. وبعد انهيار هدنة استمرت 10 أيام يوم الثلاثاء الماضي، كثف الجيش الإسرائيلي فيما يبدو جهوده لضرب قيادة الجناح العسكري لحماس. وفي وقت متأخر يوم الثلاثاء، قصفت إسرائيل منزلاً في شمال غزة في هجوم قالت حماس إنه محاولة لاغتيال قائد الجناح العسكري للحركة، محمد الضيف، لكنها فشلت في قتله. وأفادت حماس بأن زوجة الضيف وابنه الرضيع البالغ من العمر 7 أشهر قُتِلَا في الغارة الجوية. ولم يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مؤتمرصحفي أمس الأول (الأربعاء) إن كانت إسرائيل حاولت اغتيال الضيف، لكنه اعتبر قادة النشطاء أهدافاً مشروعة «ولا حصانة» لأي منهم من الهجوم. وشارك عشرات الآلاف من الفلسطينيين في جنازة القادة الثلاثة أمس، وأطلقوا النار في الهواء تعبيراً عن الغضب وطالبوا بالثأر. ووصف القيادي في الحركة، سامي أبو زهري، اغتيال قادة القسام في رفح ب»جريمة إسرائيلية كبيرة لن تفلح في كسر إرادة شعبنا أو إضعاف المقاومة، وإسرائيل ستدفع الثمن». بدوره، قال الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية ورئيس مؤسسة بحثية تابعة لجامعة تل أبيب، عاموس يادلين، إن إسرائيل التي ظلت حتى يوم الثلاثاء تجري محادثات غير مباشرة مع حماس في القاهرة لوقف إطلاق النار غيّرت قواعد اللعبة. وأضاف للإذاعة الإسرائيلية «تبنَّى رئيس الوزراء استراتيجية تقول إذا أطلقتم النار علينا فإننا سنضربكم بقوة أكبر 7 مرات.. تريدون الاستنزاف؟ لدينا مخابرات وقوات جوية ستسحقكم بقوة أكبر». لكن يادلين قال إن الهدف النهائي لإسرائيل قد يظل التوصل إلى اتفاق دبلوماسي لإنهاء الأعمال القتالية. وأضاف «حتى غلاة المتعصبين في حماس يدركون أن الوقت ليس في صالحهم، وهذا هو ما نحتاج إلى فعله، نشاط عسكري بهدف الوصول إلى نتيجة دبلوماسية في النهاية». وذكر «الشين بيت» أن أبو شمالة كان قائد القيادة الجنوبية لحماس، ووصف العطار بأنه قائد كتيبة، وأفاد الجهاز بأن الاثنين كانا ينسقان القتال ضد إسرائيل في جنوبغزة حيث وقعت بعض أشد المعارك. من جهتهم، قال مسؤولو صحة فلسطينيون إن 26 فلسطينياً بينهم 3 أطفال وقادة حماس الثلاثة وناشطين اثنين آخرين على الأقل قُتِلُوا في الغارات الجوية الإسرائيلية أمس. وذكرت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن الطائرات قصفت أكثر من 30 موقعاً في غزة، وأن النشطاء أطلقوا أكثر من 45 صاروخاً باتجاه إسرائيل. وشنت إسرائيل هجومها الشهر الماضي بزعم الحد من إطلاق الصواريخ الفلسطينية على أراضيها، ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن 2061 فلسطينياً معظمهم مدنيون قُتِلُوا في الصراع. ودمرت الهجمات الإسرائيلية عديداً من المناطق في القطاع المكتظ بالسكان الذي يعيش فيه 1.8 مليون شخص، وتقول الأممالمتحدة إن القتال شرد نحو 425 ألف شخص في غزة، وقُتِلَ 64 جندياً إسرائيلياً و3 مدنيين إسرائيليين في الصراع. إلى ذلك، أكدت مصر أنها ستواصل الاتصالات مع الجانبين رغم مغادرة وفدي التفاوض، لكن في ظل الأوضاع القائمة لا يبدو أن هناك فرصاً تُذكر لوضع حد للقتال وتحقيق تقدم في محادثات السلام. وذكر نتنياهو أن القتال قد يستمر لفترة طويلة، ووافق مبدئياً على استدعاء 10 آلاف جندي من قوة الاحتياط، وأضاف للصحفيين «هذه ستكون حملة متواصلة». في المقابل، تعهدت حماس بمواصلة القتال ضد إسرائيل حتى رفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع، ولا تريد إسرائيل تقديم تنازلات كبيرة دون ضمانات بعدم دخول أسلحة جديدة إلى غزة. وقادة حماس الذين قُتِلُوا أمس هم أبرز قادة عسكريين من حماس تقتلهم إسرائيل منذ نوفمبر 2012 عندما أدى اغتيال القائد العسكري أحمد الجعبري إلى اندلاع حرب عبر الحدود استمرت 8 أيام. وبينما تقول إسرائيل إنها قتلت مئات من نشطاء حماس في الصراع إلا أن معظمهم من المقاتلين وليسوا من قادة الحركة.