أصبحت مواقع الاتصال الاجتماعي (فيس بوك) أو (تويتر) أو (يوتيوب) مواقع للشباب كما يطلق عليها في جميع دول العالم، والعالم العربي خاصة. وأصبحت فئة الشباب (الواعي) بقضايا شعوبه وأمته تمثل حوالى (75%) من مستخدمي (الفيس بوك) في البلدان العربية. ويخطئ من يستهين بقدرة المواقع الاجتماعية على التأثير في الرأي العام في أي دولة من دول العالم، خاصة في عالمنا العربي، الذي تبدأ أي مشكلة دينية أو سياسية أو اقتصادية أو إعلامية أو حتى اجتماعية فيه من هذه المواقع الاجتماعية. فقد زاد مستخدمو الإنترنت، وزاد المترددون على موقع الاتصال الاجتماعي (فيس بوك) في عام واحد فقط بنسبة تقترب من (78%)، حيث بلغ العدد الإجمالي (21.3) مليون مستخدم عربي. ولايزال العدد في تزايد مستمر. ولذا يتأثر الرأي العام ويتشكل من خلال هذه الوسيلة التي تكشف بوضوح عن اهتمامات القطاع العريض من الشباب العربي إجمالاً؛ وذلك لما تمثله هذه الفئة من قوة فكرية. ولذا، ينبغي أن تهتم المراكز البحثية بتحليل الاهتمامات الشبابية وتوجهاتها على الإنترنت، لتقدم دراسات بحثية صادقة وجادة وصحيحة، لتخدم صناع القرار في كل دولة من الدول العربية، أو على الأقل لتدفع المستخدمين إيجابياً، بدلاً من تلك الإحصاءات السلبية التي طالما صدرت في الماضي، والتي أفادت بأن أكثر مستخدمي الإنترنت العرب كانت اهتماماتهم الرئيسية بحثهم عن (زواج المسيار)، أو التعرف ب(فتيات) من خلال غرف (الشات – الدردشة)، أو عن كتب الطبخ والمأكولات، ويهتمون كثيراً بالمواقع الإباحية، وذلك كما ورد في التقرير الثالث الصادر عن مؤسسة الفكر العربي عام 2010. والمتصفح للفيس بوك لابد أن تلفت انتباهه الصفحات السعودية التي تعلن حربها على (الطائفية – العنصرية – القبلية)، وهي بعنوان «شباب السعودية يد واحدة في وجه الطائفية والعنصرية والقبلية»، وقد انضم لها أكثر من 15 ألف مشترك ذكروا فيها قولهم «إن تعزيز أمن الخليج العربي يبدأ بتعزيز الجبهة الوطنية الداخلية، فالطائفية والمذهبية والقبلية والعنصرية تعدّ ألغاماً، ومن أبرز أدوات الانقسامات الداخلية في الأجل القصير، وتسبب ضعف المجتمع، بل البلد ككل؛ ما يسهل للقوى الخارجية التربص بمثل هذه الملفات، التي بالإمكان احتواؤها والتخفيف من مخاطرها على استقرار دول الخليج العربي. شعار الشباب السعودي على هذه الصفحات التي تحمل اسم «صفحات سعودية» مبني على انطلاق مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) للحوار الوطني، فإذا علمنا أن شعار هؤلاء الشباب هو الآية الكريمة «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا»، علمنا أن شبابنا بخير.