أطلق فراس يونس (سائح ألماني من أصول سورية) اسم «قرية ألمع السويسرية» على قرية رجال ألمع التراثية، وذلك خلال زيارته الأولى للقرية، وعلّل فراس ذلك بقوله: إنّ اعتدال الطقس والمناظر الطبيعية في هذه القرية هي السبب وراء هذا الوصف، مضيفًا أنّه لأول مرة يزور هذه القرية مع مجموعة من أصدقائه وتمنى زيارته لها مرة ثانية، مطالبًا بإيجاد فندق ووسائل نقل مباشرة من المدن الكبيرة إلى هذه القرية، وكذلك تكثيف البرامج الثقافية والحرفية والفنية. وقد أبدى «فراس» إعجابه بجمال وبساطة القرية وتراثها العمراني وتعدّد أدوار البناء فيها، كما أشار إلى أنّ هناك تناسقًا فنيًا بين نوافذها، وذكر «فراس» أنّه قدم منذ أسبوع من «برلين» ولا يستطيع أن يفرق بين الأجواء في ألمانيا وبين أجواء هذه القرية، واندهش أثناء شرح المشرف على تشغيل القرية أمين مجلس ألمع الثقافي إبراهيم آل مسفر الألمعي له عن بعض العادات والتقاليد في بعض المناسبات كالزواج والختان التي كانت تحدث في هذه القرية، وأيضًا وجود المتحف ومقتنياته. من جانبه أشار آل مسفر إلى أنّ مجلس ألمع الثقافي بدأ نشاطه الثقافي قبل سنتين بجهود من أدباء ومثقفي محافظة رجال ألمع لتحقيق مفهوم سياحة الثقافة والتراث، واعتبر آل مسفر هذه الخطوة أنموذجًا جيدًا يستحق التعميم على مستوى المملكة، وأضاف أنّ التركيز على برامج المجلس تتم بأشكال متنوعة ثقافيًا وفنيًا إضافة إلى برامج وطنيّة تضطلع بتكريم البارزين في المنطقة وعلى مستوى الوطن، مستشهدًا بختام الدورة الثانية للمجلس مساء الجمعة المقبل؛ حيث ستكون هناك برامج متعددة كبرنامج «بانوراما» وتكريم شخصية المجلس لعام 1435ه الدكتور زاهر بن عواض الألمعي، وبرنامج لكبار وأعيان أهالي قرية «رُجال» لعرض رؤية مستقبلية عن القرية وما تم إنجازه إلى الآن بحضور محافظ رجال ألمع سعيد بن علي آل مبارك، ورئيس البلدية حسين رجب، مع وجود السياح في هذه القرية، وعرض عن الحصون التراثية؛ حيث ستقوم طفلة ألمعية من أصل القرية قادمة من المنطقة الشرقية تفتخر ببيت جدها، وتؤكد للحضور أن حجارة بيت جدها لها قيمتها وتراثها، إضافة إلى عرض قصة مكان، وكذلك عروض لفرقة رجال ألمع الشعبية، ثم قراءات نقدية لأدب الدكتور زاهر الألمعي يقدمها الكاتب إبراهيم طالع الألمعي، والكاتب علي الألمعي ويدير الحوار الأديب علي الحسن الحفظي، ثم التكريم للمحتفى به والداعمين، بعد ذلك ستكون هناك سمرة تراثية، وأكد آل مسفر أنّ القرية كغيرها من القرى التراثية في المملكة بحاجة إلى وقفة وطنية جادة لإعادة تأهيل هذه القرى، مشيرًا إلى أنّه تبنى فكرة أن تكون هذه القرية أنموذجًا وطنيًا، بإعادة تأهيل المسار الشرقي واستثمار مشروع البلدية في تحسين وتجميل الوادي الذي يمر بين الحصون التراثية، وسيكون هناك متحف في عشرة حصون يروي قصة قرية «رُجال»، مبينًا أنّ السياحة ثقافة وأنهم بحاجة إلى ثقافة كبيرة لقيمة التراث، وهذا سيتم بحكم رؤية الهيئة العامة للسياحة والآثار وبمشاركة الشركاء في تطوير القرى التراثية وقناعة البلديات في تسخير الخدمات لهذه القرى، مؤكدًا أنّ ثلاثين مليون ريال كفيلة بتحويل هذه القرية إلى وجهة سياحية على مستوى المملكة.