في فلسطين الغالية لنا إخوة في الدين يلاقون ما يلاقونه من ظلم واضطهاد واعتداء وحشي من قبل أعداء الله ورسله – فهاهم إخواننا في غزة وغيرها يسومهم الأعداء العذاب والإذلال والتشريد وقطع سبل ووسائل الحياة المعيشية الضرورية، ويأتي من يقول: لو أطاعونا ما ماتوا وما قُتلوا!! وفي المقابل هناك من يصمت تجاه هؤلاء الأعداء المعتدين الظلمة. حتى مجرد بيان تنديد لم تستطع ولم تجرؤ الهيئات والمنظمات الدولية على إصداره!! لأن مجلسهم أصبح مجلس الخوف والرعب. قوات الاحتلال في فلسطين لم ترحم صغيراً ولا كبيراً ولا رجلاً ولا امرأةً لأن الرحمة نُزعت من قلوبهم الحاقدة فاستمروا في تقتيلهم وانتهاكاتهم لأبسط الأعراف والقوانين الدولية حتى في شهر الله المحرم، فقد سبق لأسلافهم أن انتهكوا حرمة الله كأصحاب (السبت) الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه العزيز، ومع الأسف فمع ما يقترفه هؤلاء لايزال بعضهم يٌُنادي بالسلام معهم. إذ كيف يكون السلام مع أعداء الله ورسله وقتلة الأنبياء. إن ما يفعله أعداء الله تعالى يندى له الجبين، لذلك علينا جميعاً أن نضرع إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء لإخواننا المسلمين في فلسطين بأن ينصرهم ويعلي من شأنهم ويدمر ويهلك أعداءهم ويجعل أموال وأسلحة العدو غنيمة للمسلمين، ولنتحر أوقات الإجابة وندعُ الله لهم. فدعاؤنا لهم جميعاً واجب علينا تجاههم دائماً وأبداً حتى لا ننساهم أو نتناساهم، وواجب النصرة لهم علينا سواء بالدعاء أو المال أو النفس، فكل ذلك يعتبر من حق المسلم على أخيه المسلم. شعب بأكمله يباد لا يؤبه له ولا ينظر في أمره. قال تعالى (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) يوسف آية 108. إن هذه الدعوة الربانية التي هي الدعوة إلى عبادة الله إنما هي سبيل المؤمنين المتوكلين على الله حق توكله، لقد نصر الله المؤمنين في مواطن كثيرة وخرج كثير من المسلمين في بلاد الكفر والاستعمار والاضطهاد. خرجوا من النفق المظلم ذلك النفق الذي كتب عليهم أن يعيشوا فيه سنوات عديدة قد تصل إلى قرن من الزمن كانوا خلالها مضطهدين. لا يستطيعون إظهار إسلامهم كما يجب كما في دول آسيا الوسطى فمنهم من يختبئ في داره وفي السراديب حتى يصلي ويعلم أبناءه وأهله الإسلام والقرآن الكريم. لذا فإن واجبنا تجاه مثل هؤلاء من إخواننا المسلمين أن ندعو لهم ونسعى لتعليمهم العقيدة الصحيحة حتى لا يأتي من يشوش على فكرهم ومعتقدهم السليم. ليكن مسلكنا ونهجنا هو ذلك النهج الرباني والنبوي الشريف في الوقوف الى جانب إخواننا إخوة العقيدة والدين فنؤدي الأمانة على قدر ما نستطيع في تبليغ هذه الرسالة الإيمانية والدينية إلى الناس، وفي ظل الأوضاع الراهنة المؤلمة في غزة وغيرها، قد كان ومازال أولئك القوم يتشدقون ويتبجحون بشرعيتهم الظالمة، وها هم اليوم يحصدون مرَّ ما زرعوه، فهم الذين يريدون أن يسيروا العالم وفق مصالحهم، وأهدافهم وخططهم لا أعانهم الله مهما كان الضرر بالغاً على غيرهم من الدول الأخرى التي لا تسير في ركابهم، وفي فلكهم المظلم، فالأولى عندهم هي مصالحهم حتى وإن خالفت تلك القوانين والقرارات التي كانوا يمشون في طريقها. أما إذا كانت القرارات الدولية موجهة إلى دول أخرى وحقوقهم ومصالحهم، فإنه يجب على هذه الدول أن تخضع وتنصاع لهذه القرارات من قبل تلك الهيئات والمنظمات مهما كانت جائرة وظالمة!!! لقد سقطت الشرعية الدولية كما سقط غيرها من الدول والشعارات الأخرى الزائفة. إن من يحارب الحق بقوته وبزهوه مهما كانت قوته، فإنه حتماً سيسقط وتنكسر شوكته أمام قوة الله تعالى وجبروته، وسيأتي اليوم الذي يسقط فيه صاحب تلك القوة العالمية بترسانته العسكرية.. ألم تسقط تلك القوى السابقة والأقوام التي سادت ثم بادت؟، ويبقى الحق دائماً قوياً شامخاً لأنه إرادة الله الذي لا يغلبه ولا يعجزه كائن من كان.