أكد عدد من الإعلاميين ضبابية مفهوم الحرية المطروحة في وسائل الإعلام، وضعف مستوى الإعلام السعودي في العموم، في الحلقة التي طرح الإعلامي رياض الودعان، عبر برنامجه الأسبوعي “ديوانية الدانة” قضية واقع الإعلام السعودي اليوم بعنوان “إعلاميونا إلى أين”، باستضافته عدد من إعلاميي المملكة، مساء أمس الأول. ويرى الإعلامي عوض القحطاني أن الإعلام اليوم جديد ومختلف، سابقاً لا يوجد سوى “غصب 1، غصب 2′′، ولا يجد المشاهد نفسه إلا مجبراً على المتابعة، لكن انتشار وتنوع القنوات أنهى تلك الإشكالية. ويؤكد القحطاني أن هنالك كثيراً من الدخلاء على مهنة الإعلام، ويرى أن الإعلام السعودي لم يواكب نظيره العالمي حتى الآن، رغم كل التقنيات الموجودة “لكن لا نعلم ما الذي يحدث”، مشيراً إلى تركيبة الإعلام المفقودة، وعدم وصوله للرسالة المطلوبة بعد. ويقارن القحطاني بين التلفزيون السعودي الرسمي، والأخرى في الدول المجاورة التي وصلت إلى مستوى تطور عال، بينما يفتقر التلفزيون الرسمي السعودي لأبسط الأمور، كالتحليل السياسي. كما أن الإعلامي يفتقر إلى هوية تميزه وسط الإعلام العربي، و”هويته الوحيدة طلع بها بدون أن يدري عبر قناة القرآن والسنة التي لها أبعاد سياسية، ونجحت نجاحاً باهراً لم يكن مخططا له”. ويرى القحطاني أن هنالك محسوبية داخل التلفزيون، وينتقد الخطوط الحمراء غير الواضحة، ويتساءل “متى ستنتهي، لا نعلم”. ويعاني إعلاميو المملكة من التعليمات غير الواضحة والخطوط الحمراء غير الصريحة، بحسب القحطاني الذي يؤكد ضبابيتها، التي قد تمنع تقارير معينة من أن تبث في القنوات الرسمية، بينما تتبناها القنوات الأخرى الخاصة التابعة للدولة. بينما يرى الإعلامي عبد الله المديفر أن قنوات التلفزيون الرسمية السعودية تحاول مواكبة التطورات، لكنها لا تستطيع في أحيان كثيرة، خصوصاً في عصر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، الذي سمح للناس بصناعة الخبر، وليس الاكتفاء بتلقيه، وطفقت ال140 حرفاً تقلب المجتمع، لتكون المعادلة اليوم “مواقع التواصل الاجتماعي – الصحف – التلفزيون”، عكس تلك الأيام التي كان التلفزيون هو المصدر الأول للمعلومة، “ولم تعد الفلسفة القديمة في التعاطي الإعلامي نافعة”. ويؤكد المديفر أن التلفزيون السعودي وصل من الترهل إلى حد لن يستطاع تجميله “فوظيفة التلفزيون السعودي الوحيدة هلال العيد، ونشر الأخبار الملكية”، مقترحاً أن الحل الوحيد هو خصخصة الإعلام السعودي بشكل قوي، ف”الخصخصة هي الحل الوحيد للإعلام الرسمي”. واستشهد المديفر بقضية سيول جدة، التي لم يقدم الإعلام التقليدي فيها أي شيء، بل عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ويرى المديفر أن سقف الحرية قد ارتفع مؤخراً، وأصبح عند الإعلام ما يقدمه، ويزعم أن أعلى شفافية وحرية في برنامجه “لقاء الجمعة”، رغم أنه يؤكد أنه يخرج من بعض الحلقات على أنه خروجه الأخير. وينصح المديفر الإعلاميين بالانطلاق والمواجهة “لابد أن يكون الإعلامي مبادراً، فالإعلامي الناجح مغامر بطبعه”. ويطرح الإعلامي صلاح الغيدان موضوع التفرقة بين المذيع والمقدم، مؤكداً وجود فرق شاسع، فالمذيع هو الذي درس ولديه الموهبة والهواية، ويستطيع عمل كل شيء، عكس المقدم الذي قد يستطيع تقديم برنامج معين، لكنه يفشل في نشرة الأخبار على سبيل المثال. ويرى الغيدان أن الناس اليوم أصبحت متابعة للحدث أينما كان “انتهت قيمة القناة”. وينتقد زملاءه الذين ينتقدون التلفزيون السعودي فهو “جهاز مظلوم”، ولولاه “لم يعرفنا أحد”، ويؤكد “من العيب أن يخرج الشخص منه، ثم يقول لم يدعموني”، الأمر الذي لم يتفق الحضور عليه في الحلقة. ويشترط الغيدان الرغبة في النجاح وتحديد الهدف للنجاح “الذي يريد أن ينجح فيه سينجح، والذي لا يريد سيقول لم يدعموه”. وأشار الإعلامي عادل أبو حيمد إلى الصعوبات التي واجهها عام 1418ه، حينما كان لا يملك سوى موهبة الصوت، ما دفع الإذاعة إلى رفضه، لكنه تحدى نفسه، وتغلب عليها ونجح، ويؤكد أبو حيمد أن الشروط اليوم تغيرت عما كانت عليه في السابق. ويصف أبو حيمد تجربته في الإعلام الرسمي السعودي “كانت الأقوى والأجمل، لكنني لم أستمر فيها، لأنه كما يقول الثبيتي “مضى شراعي بما لا تشتهي ريحي”. ويعتقد أبو حيمد أن كل من يعملون في القنوات الخاصة اليوم هم تلاميذ التلفزيون السعودي، إلا ما ندر، وخرجوا منه إما لنتيجة مضايقة، أو إغراءات مادية. ويتفق الضيوف على الفكرة التي طرحها الإعلامي عبدالله الحارثي، عبر مداخلة هاتفية، حينما قال إن الإعلام العربي لم يصل إلى ما وصل إليه نظيره الغربي “لايزالون يصنعون ونحن نتلقى”. بينما طرح الإعلامي عبد الله العقلا في مداخلة هاتفية أيضاً فكرة تحويل التلفزيون السعودي إلى مؤسسات عامة، وهي الفكرة نفسها التي طرحها وزير الإعلام السابق إياد مدني، لكنها لم تطبق، حتى بعد تولي الدكتور عبدالعزيز خوجة للوزارة، وإصداره لقرار بمراجعة واستكمال القرار السابق. لكننا “إلى الآن لم نر شيئاً”. وناقش الودعاني مع الحضور موضوعات من بينها تغريدات الكاتب حمزة كشغري الأخيرة.