افتتحت مدارس الحصان النموذجية للبنات في محافظة الجبيل فصولا لتدريس البنين في السنوات الثلاث الأولى من المرحلة الابتدائية ويقوم بتدريسهم معلمات، في بادرة هي الأولى من نوعها. وقالت مديرة مدارس الحصان النموذجية للبنات بدرية الدرعان إن المدارس قد حصلت على موافقة وزارة التربية والتعليم على فتح فصول البنين بمبني خاص لهم، وأشارت الدرعان إلى أن عدد الطلاب وصل إلى أربعين طالبا في المرحلة الابتدائية بالإضافة إلى وجود قسم للحضانة في نفس المبني من البنين أيضا وبكوادر نسائية كما هو معمول به في كافة مناطق المملكة. وذكرت أن هذه التجربة تشعر الطفل في مراحله الدراسية الأولى بقرب أجواء المنزل والمدرسة حيث يتعامل الطفل مع والدته في المنزل ومع معلمته في المدرسة فلا يشعر باختلاف حتى يعتمد على نفسه ولا يشعر بالخوف أوالانزعاج من تغير البيئة المدرسية عليه، وكذلك لتسهيل عملية تواصل البيت والمدرسة نظرا لانشغال الآباء عن متابعة أبنائهم في المدرسة. وتحدثت مسؤولة قسم البنين ورياض الأطفال فوزية الغربي عن أهمية احتواء الأطفال في المراحل الأولى ضمن بيئة قريبة من بيئة المنزل كما أشارت إلى أن التلاميذ أبدوا ارتياحهم في الفصول لوجود معلمات يقمن بتدريسهم. من جانبها ذكرت معلمة السنة الأولي الابتدائية بنين أحلام القرني أنها لا تجد أي صعوبة في تدريس الطلاب كما أنها تستطيع التواصل مع أمهاتهم بكل سهولة بل أن أكثر الأمهات يتابعن أبناءهن بشكل مستمر ويشاركنهم العديد من الفعاليات والنشاط الذي تقوم به المدرسة. وأضافت أنها لا تجد فرقاً في التدريس بين البنات والبنين، وأشارت إلي أن فتح فصول للبنين ساعد في مد جسور التوصل والتعاون بين البيت والمدرسة لأن الأم عادة ما تكون سريعة في المبادرة والسؤال عن مستوى ابنها بينما الأب عادة يكون لديه من المشاغل ما يجعله بعيدا عن التوصل مع المدرسة ولذلك فإن خطوة المدرسة بوضع فصول للبنين هي خطوة موفقة. أما والدة الطالب عبدالعزيز العنزي في السنة الأولى الابتدائية فتقول أن سبب إلحاقها ابنها بهذه المدرسة يعود لوجود المعلمات حيث يشعر الطالب أنه في أحضان أم ثانية هي معلمته، والسبب الآخر هو الخوف من تحرش الطلاب الأكبر سناً، وهو سبب مزعج، كذلك قسوة المعلمين في مدارس البنين وتعاملهم الفظ مع الطلاب، هو ما جعلها من المؤيدين لفتح فصول للبنين بتدريس من معلمات، إضافة إلى سهولة التواصل مع المعلمة. وأضافت أنها لم تلاحظ أي تغير في سلوك ابنها ولم تلحظ أي ليونة في تعامله فالفصل الدراسي كله من البنين ولا يوجد أي فرق بينه وبين باقي المدارس سوى وجود معلمة بدل المعلم. أما أم الطالب مازن البهلول فقالت إنها لاحظت تطورا كبيرا في مستوي ابنها الدراسي وتجاوبه السريع معها ومع المعلمة، وحبه للذهاب للمدرسة ومشاركة زملائه في الفصل وفي النشاط وحصص الرياضة وقد تغير سلوكه للأحسن. وذكرت أن سهولة التواصل ومتابعة مستوى ابنها مع المعلمة شجعها كذلك على إلحاق ابنها في المدرسة،وقالت أن التلميذ بعد انتهاء السنة الثالثة الابتدائية يستطيع الدفاع عن نفسه، لكن في المراحل الأولى يخشي عليه من التحرش والعنف من الطلاب الذين يكبرونه سنا.