اعتاد المواطن عبده بن ناصر عبد الجبار، أحد منسوبي جمارك جازان، جمع أعداد الصحف المحلية في منزله منذ أربعة عقود، كما استمر في أرشفتها داخل غرفة بمنزله ليصبح مرجعا، ومركزا للمعلومات في منطقة جازان، ففي غرفته التي بدأ سقفها يتمايل، وجدرانها تتصدع من تعاقب السنين، إلا أن عزيمته على إنشاء ذلك الأرشيف، لم تقل، ولم يمل من طول السنين فكانت هواية نشأت معها رغبة في تكوين أرشيف صحفي، فسكان جازان أصبحوا يطلقون عليه مركز المعلومات. يقول عبده عبد الناصر إنه بدأ بجمع أعداد الصحف بشكل يومي، منذ أن كانت أسعار الصحف أربعة قروش، ولم تفته أعداد الصحف السعودية التسع ، وملاحقها ، ولا تطويراتها ، كانت حاضرة في أرشيف عبده عبد الناصر، و تزايدت أعداد الأرشيف يوما بعد آخر . ورغم عدم معرفة عبده بنظام الأرشفة والفهرسة، وتصنيف المكتبات، وأرشيف مراكز المعلومات إلا أنه لا يستغرق عند البحث عن أي عدد عند طلبه سوى بضع دقائق، ولم يكن هناك بحث إلكتروني أو فهرس إنما »ذاكرته و يده» تحفظان أماكن أعداد الصحف.ويضع عبد الجبار حفاظا على عملية الإعارة التي اتبعها في منزله الذي امتلأ بأعداد الصحف السعودية كشفا يعبئه المستعير ويدون اسمه وعنوانه، إضافة إلى تاريخ الاستعارة، وهواتفه، وتظل الإعارة عند عبده محصورة فيمن يثق فيهم وليست متاحة للجميع. و قال عبده الذي كان يقرأ عدد الشرق الأول» تلك إضافة للصحافة السعودية وللرأي، سوف يكون هناك زاوية نضع فيها العدد الأول للشرق لنتابع أرشفة أعدادها اليومية ضمن محتويات هذا الأرشيف».ورصدت الشرق قبل مغادرة الأرشيف زوار عبده، الذين كان أحدهم يبحث عن إعلان حجة استحكام، ويريد أن يعرف تاريخ الإعلان ليتمكن من الحصول عليه من الصحيفة التي نشر فيها ، بينما كان آخر يريد العودة لأمر ملكي نشر سابقا في إحدى الصحف، و كانت ذاكرة عبده حاضرة بشكل قوي، فبدأ يبحث بسرعة بين تلك الأعداد كي يوفر لزواره ما يريدون دون أي رسوم وإنما خدمة لهم.و لم ينس عبده عند تجهيزه ذلك الأرشيف وضع مكان مخصص للنوم بجوار تلك الصحف، و يعتبر ذلك الأرشيف خطا أحمر لا يتجاوزه أحد ولا يقبل المساس به أو العبث، و أفاد عبده أنه حصل على جائزتين ماليتين مجموعهما 75 ألف ريال خلال شهرين متتاليين نظير اشتراكه في عدد من المطبوعات السعودية.