علاوة على الأحداث السياسية التي تعيشها المنطقة العربية، فهنا داعش وهناك الحوثيون وتلك ميليشيات ليبيا وهجوم تونس وتياراتها، وعلى العرش جماعات الإخوان وأحزابها وتفرعاتها، والقائمة تطول من الأحداث السياسية والحركات الدينية التي بسطت ذراعيها على بساط الأراضي العربية سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وتدخلات رخيصة من أطراف غير عربية، جعلت الأراضي العربية تعيش في مخاض غير معروف المصير. تطل حركة حماس برأسها لتكشف عن المساحة الفارغة في أهدافها التي انحرفت عن مسماها وتخبطت في مسارها منذ أن تدخلت في أحداث مصر وحتى خطف الإسرائيليين الثلاثة، في الوقت الذي يعلم مُسيسو الحركة تماماً عدم قدرتهم على مجابهة القوة والعتاد الإسرائيلي وردة فعل حكومتهم. فالإنسان هو الإنسان أينما وُجد، وحقوقه ثابتة ومحفوظة أينما كان، تلك الحقيقة التي تجاهلتها حركة حماس، في حق إسرائيل بالرد والدفاع عن أبنائها، كحق مشروع قدمته حماس لإسرائيل على طبق من ذهب. فمنذ اللحظة الأولى التي صرحت فيها حركة حماس باختطاف ثلاثة إسرائيليين وأنا على يقين بأن آلاف الفلسطينيين سيدفعون الثمن، وكما توقعت فقد زجَّت بأبناء فلسطين في حرب لا حول لهم فيها ولا قوة. حتى في الوقت الذي تحاول فيه المبادرات إيقاف إطلاق النار من الطرفين تصر حماس وتصرح بعدم إيقاف إطلاق صواريخها البدائية. الغريب في الأمر، عندما نفكر في الموضوع بعقلانية وواقعية ومنطقية، نعلم تماماً أن قدرات حماس مقارنة بقدرات إسرائيل لا تساوي شيئاً، لا كماً ولا كيفاً، ولا عدداً أو عتاداً ولا ثقلاً سياسياً محلياً أو دولياً. ونعلم تماماً عدم قدرة حماس على مقاومة السيل الإسرائيلي العارم بأي حال من الأحوال مهما رفعنا شعارات التاريخ على أوتار الدين، التي يعيها جميع قيادات حماس، كما يعون ردود فعل إسرائيل الحارقة، التي سيكون وقودها أبناء فلسطين العزل، تلك المعطيات تقودنا إلى السؤال الحكم، ماذا أرادت حماس!!؟