كشف المسؤول عن ترميم «بيت المتبولي»، المهندس سمير متبولي، عن سعيهم حالياً لتحويل البيت إلى متحف لجدة التاريخية بحلول العام المقبل 2015م، بعدما تم مؤخراً اكتشاف سرداب مخفي داخله. وكان عدد من العاملين على الترميمات التي تُجرى في البيت، الواقع في منطقة جدة التاريخية، اكتشفوا سرداباً مخفياً في المبنى الملحق بالبيت. واختلفت آراء كبار السن في الحي حول سر السرداب الذي يوصل لعدة طرق خارج حدود الأحياء القديمة في المنطقة التاريخية، ولم يعرف حتى الآن سبب وجود هذا السرداب أو استخداماته الحقيقية. وقال المهندس سمير متبولي، إن لجنة عالمية من منظمة التراث العالمي، والهيئة العامة للسياحة والآثار، يشرفان على عمليات ترميم البيوت التاريخية بالمنطقة، وأن الجزء الذي اكتشف فيه السرداب يمثل المدخل الرئيس لبيت المتبولي والجلسة الرئيسة للرجال. وتابع: «لا نعلم نحن، كأفراد عائلة المتبولي، والسكان الأصليين للحي، سر وجود هذا السرداب بالبيت، إذ كان هذا المكان تحديداً ممنوعاً على الصغار دخوله -في ذلك الوقت- لأنه كان مخصصاً لجلسة الرجال، ويتضمن مجموعة من الأثاث والزخارف والعقود المعمارية الجبسية، ولا يسمح للأطفال باللهو بها خشية عليها من التكسر والعبث». وأضاف: «سقف المجلس يرتفع لأكثر من 15 متراً، والجلسة مفتوحة وبدون أعمدة، وفي مرحلة تالية أضيف السقف وعدد من الأعمدة، وتحول إلى مخزن، وبعد ذلك تم إغلاقه تماماً»، مشيراً إلى أن هذا ما أخّر اكتشافه ضمن أجزاء البيت الأخرى التي يعمل الآن عدد من العمال على ترميمها. والمكان المكتشف حديثاً كان يتضمن جلسة للبيت ومقعداً، وهو المدخل الرئيس للبيت، وتم اكتشافه منذ وقت قريب، ويحاول أصحاب المنزل الآن معرفة أية معلومات تاريخية عن استخدام الملحق والسرداب الذي يمثل لغزاً تاريخياً. وتوقع متبولي أن يكون للسرداب عدة استخدامات مختلفة خلال أيام السنة، بما في ذلك تخزين المياه المحلاة في الممر خلال فترات الصيف وصعوبة الحصول على المياه النظيفة، أو استخدامه في نقل البضائع كبيرة الحجم والمواد التموينية من وإلى المنزل من منطقة ميناء جدة، أو ربما استخدم السرداب قبل نحو 150 عاماً كمهرب للسلاح والجنود. وكشف متبولي عن قرب الانتهاء من الأعمال الترميمية للمنزل، مشيراً إلى أنه من المتوقع الانتهاء من عمليات الترميم كلها بنهاية شهر سبتمبر المقبل، ليتم افتتاح المنزل مجدداً كمتحف متكامل للحقبة التاريخية الخاصة بمنطقة جدة بداية العام المقبل 2015م. وأضاف: نعمل حالياً على إعادة البيت على ما كان عليه من نقوش وجداريات مع الاحتفاظ بالأجزاء المتبقية كما هي، وتحويله إلى متحف كامل للتراث يمثل هذه الحقبة التاريخية من أدوات وملابس وصور ورواشين، واستدرك: «لكن من الصعب وجود فنانين ومعماريين يقلدون تلك الجداريات والنقوش بنفس الدقة التي كانت عليها، ونسعى إلى جمع أكبر قدر من القطع الأثرية في مكان واحد وعرضها بشكل يليق مع تراثنا ولنشارك في المحور الثقافي والمعرفي، وتنمية منا لدور الثقافة والآثار، وتوعية جيل الشباب بقيمة وأثر الآثار في حياتنا وقيمة الحفاظ عليها، وتزويد الشباب الدارسين بكافة المعلومات التاريخية والمتحفية لهذه المنطقة التاريخية المهمة في حياة جدة وأهلها».