طالب الاستشاري في طب وجراحة العظام الخبير في مجال التدريب والتعليم للمعاقين حركياً رئيس مجلس الإدارة في أكاديمية بيتا للتعليم والتدريب الدكتور خالد بترجي، بإيجاد هيئة وطنية عليا لرعاية المعاقين محددة الاختصاصات والمهام، للتعبير عن الفكر الواعي والأسلوب الراقي والحس الحضاري والإنساني تجاه شريحة المعاقين ولرسم أبجديات لمستقبل الإعاقة والاهتمام بها، بالإضافة إلى إنشاء صندوق رعاية وتأهيل المعاقين الذي يُعنَى بتوفير الموارد اللازمة لتمويل مشاريع وأنشطة رعاية وتأهيل المعاقين. جاء ذلك في كلمته على هامش الملتقى الخيري الأول للمعاقين حركياً الذي أطلقته الأكاديمية ضمن أعمال المسؤولية الاجتماعية الذي بدأت جلساته وورش تدريبه أمس مستهدفة 80 شاباً وشابة من المعاقين حركياً لتدريبهم على العمل بأعلى كفاءة. وقال إن «التنظير» لن يوجد حلولاً لمشكلة 730 ألف معاق في المملكة يواجهون صعوبات في العمل مما يتطلب الغوص في الواقع وإيجاد حلول واقعية تمكِّن تلك الفئة من الانخراط في سوق العمل بنفس راضية، ووضع الخطط وتكثيف البرامج واستحداث استراتيجية وطنية وأكاديمية متخصصة لوضع البرامج والمناهج والتطبيقات التي تهيئهم للعمل. وأضاف أن الملتقى الخيري الأول للمعاقين حركياً يستهدف التوعية بحقوق المعاقين، على اختلاف فئاتهم، ويستهدف في فكره واستراتيجيته مليار معاق وفق آخر إحصائيات الأممالمتحدة، مشيراً إلى أنه ورغم الخدمات الضخمة التي توفرها الدولة على الصعيدين الحكومي والأهلي للمعاقين، تبقى الرؤية لمشكلات المعاقين في المجتمع غير واضحة، بدءاً من عدم توافر معلومات دقيقة عن أوضاعهم، ووصولاً إلى مدى جاهزية المرافق العامة والخاصة للتعامل مع حالات الإعاقة المختلفة. وكشف عن أن ما تفقده المملكة سنوياً بسبب الحوادث المرورية يتجاوز ما تفقده الدول في كثير من الحروب، إذ نفقد شخصاً ويصاب آخر كل 26 دقيقة، والأرقام في تصاعد عاماً بعد عام. ولفت إلى أن الإحصائيات تشير أيضاً إلى أن 30% من ضحايا الحوادث أصيبوا بإعاقات دائمة. واستشهد الدكتور بترجي بدراسة لشركة «أرامكو» تشير إلى وقوع حادث مروري كل دقيقة ووفاة أو إصابة شخص كل 15 دقيقة، والتقديرات تشير إلى أن عدد الإصابات سنوياً بحسب الإحصاءات الرسمية 40 ألف إصابة، 30% منها إعاقات دائمة، أي ما يعادل 35 معاقاً يومياً، و1000 معاق شهرياً. وقال إن حجم ما يتكبده الاقتصاد الوطني بسبب تلك الحوادث يتجاوز 21 مليار ريال سنوياً تتوزع بين الرعاية الصحية والتعويضات الطبية للمصابين وفقدان لعناصر منتجة، وساعات عمل وقوى عاملة، ناهيك عن المعاناة الاجتماعية والاقتصادية لذوي المعاقين.