ستكون المواجهة الأولى من ربع نهائي مونديال البرازيل 2014 لكرة القدم بين ألمانياوفرنسا اليوم الجمعة على ملعب «ماراكانا» في ريو دي جانيرو، الأعرق على الورق كونها تجمع بطلين سابقين من القارة الأوروبية اشتبكا في مباراة تاريخية عام 1982. ويلتقي الفائز من مباراة «ماراكانا» مع المتأهل من لقاء البرازيل وكولومبيا. ألمانيا بلغت ربع النهائي بعد أن ثأرت لخسارتها أمام الجزائر قبل 32 عاماً وردت لها الدين عندما هزمتها بشق الأنفس 2-1 بعد التمديد. أما فرنسا فواصلت زحفها من دون ضجيج بفوزها الصعب على نيجيريا 2-0 في برازيليا. وكان مشوار الفريقين مشابهاً إلى حد ما في الدور الأول، فحصدا 7 نقاط والصدارة، ألمانيا على حساب البرتغال (4-0)، غانا (2-2)، والولايات المتحدة (1-0)، وفرنسا على هندوراس (3-0)، سويسرا (5-2) والإكوادور (0-0). وتمني فرنسا النفس بأن يقف التاريخ إلى جانبها مجدداً، وذلك لأن منتخب «الديوك» وصل على أقله إلى الدور نصف النهائي في المناسبات الخمس الأخيرة التي تجاوز فيها الدور الأول، وذلك عام 1958 (حل ثالثاً) و1982 (حل رابعاً) و1986 (حل ثالثاً) و1998 (توج باللقب) و2006 (وصل إلى المباراة النهائية). فتحت فرنسا صفحة جديدة عندما سمت قائدها السابق ديدييه ديشان مدرباً في 2012 خلفاً للوران بلان، فنجح في مسار التصفيات وأخمد نيران فترة أمضاها ريمون دومينيك مدرباً بين 2004 و2010، أوجدت توترات شديدة بين اللاعبين والجماهير والإعلام ونتائج سيئة في البطولات الكبرى الأخيرة، لدرجة أنها لم تفُز أي مرة في الدور الأول من كأس العالم 2010. أما ألمانيا، فتعتبر من أنجح الدول في تاريخ المسابقة، فأحرزت اللقب في 1954 و1974 و1990، وحلت وصيفة في 1966 و1992 و1986 و2002، وثالثة في 1934 و1970، وفي آخر نسختين عامي 2006 و2010. وبعد الجزائر التي أطاحت بها بمؤامرة مع النمسا في 1982، تواجه ألمانيا مرة جديدة خصماً يريد الثأر منها بعد حادثة أليمة في النسخة عينها بإسبانيا. في مدينة إشبيلية، ارتكب حارس مرمى ألمانيا هارالد طوني شوماخر خطأ رهيباً ضد مدافع فرنسا باتريك باتيستون عندما اجتاحه عمداً مانعاً الأخير من التسجيل في مرماه، ثم أهدرت فرنسا تقدماً رائعاً في الوقت الإضافي 3-1 عبر ماريوس تريزور وألن جيريس، قبل أن يعادل كارل هاينتس رومينيجه وكلاوس فيشر (102 و108)، لا بل لم تنتهِ القصة هنا، فتقدم لاعبو ميشال هيدالجو 3-2 في ركلات الترجيح قبل أن يهدر ديدييه سيكس ومكسيم بوسيس وتتأهل ألمانيا إلى نصف النهائي ثم تخسر أمام إيطاليا 3-1. شوماخر الذي لقب بعد الحادثة ب»جزار إشبيلية» راهن على فوز بلاده: «النتيجة ستكون 2-1 لنا، الفرنسيون خطيرون يملكون لاعبين جيدين ومن الصعب مواجهتهم. لكن أنا ألماني وأرهان عليها». لطالما فرضت فرنسا احترامها على الساحة الدولية بفضل لاعبين أسطوريين، على غرار ريمون كوبا وبلاتيني وزيدان. اقتربت من التتويج عدة مرات، وأخفقت في المربع الأخير في 1982 و1986، لكنها انتظرت حتى 1998 على أرضها حتى تحرز لقبها العالمي الأول، أتبعته بكأس أوروبا 2000. كادت تكرر فعلتها في 2006 لكن ركلات الترجيح في النهائي أمام إيطاليا ونطحة زيدان مهدتا لفضيحة جنوب إفريقيا 2010. في المقابل، ومنذ إحرازها لقبها الأول تحت مسمى ألمانيا الغربية في سويسرا 1954، ثم الثاني على أرضها في 1974 والثالث الأخير في إيطاليا 1990، لم تنتظر ألمانيا 24 عاماً كما هذه المرة من دون تذوق طعم التتويج في الحدث العالمي، لدرجة أن بعض أعضاء الفريق على غرار الموهوب جوتسه لم يكونوا قد أبصروا النور في 1990 عندما قاد لوثار ماتيوس تشكيلة المدرب فرانتس بكنباور إلى اللقب. والتقى الفريقان 25 مرة، ففازت فرنسا 11 مرة، وألمانيا 8 مرات، وتعادلا 6 مرات (سجلت ألمانيا 41 هدفاً مقابل 42 لفرنسا)، وفضلاً عن اللقاء الشهير في 1982، تواجها بعد 4 سنوات في المكسيك وفازت ألمانيا في الدور عينه 2-0 قبل أن تخسر النهائي مجدداً، وهذه المرة أمام أرجنتين مارادونا 2-3. كما التقيا في مباراة المركز الثالث عام 1958 حيث فازت فرنسا 6-3 برباعية لهداف الدورة آنذاك جوست فونتين، ويعود أول لقاء بينهما إلى عام 1931 عندما فازت فرنسا 1-0.