- منذ أن وقَّعت حركتا فتح وحماس اتفاق المصالحة الوطنية الذي تشكلت بموجبه حكومة الوفاق برئاسة رامي الحمدلله، وإسرائيل تبذل جهوداً لإفشال الاتفاق وتمارس الابتزاز السياسي والأمني. - إسرائيل تتحرش منذ عدة أيام بقطاع غزة متخذة عملية اختطاف جهة مجهولة ثلاثة شبان إسرائيليين ذريعة لذلك، وهو ما يعتقد البعض أنه محاولة لإظهار حكومة الوفاق الوطني بمظهر العاجز عن السيطرة على قطاع غزة وممارسة صلاحياتها فيه. - ويوم أمس دعا وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، إلى النظر في إعادة احتلال القطاع بحجة أن الضربات التي يوجهها جيش الاحتلال إليه لا تضعف الموجودين فيه وإنما تسهم في تقويتهم. - يبدو واضحاً أن إسرائيل التي لم ترضَ عن اتفاق المصالحة الفلسطينية، ومنذ اللحظة الأولى، أطلق مسؤولوها عديداً من المواقف العدائية تجاه المصالحة، والهجمات التي تشنها طائراتها على القطاع والتهديدات باجتياح القطاع يوحي بأنها ستتعامل معه كمدخل لإفشال الوفاق، لذا ينبغي أن تتمسك الفصائل به وأن تعمل على إنجاحه واستمراره كضمانة لتوحيد الجهود في مواجهة الاحتلال ومخططاته الاستيطانية الرامية إلى إفشال الحل النهائي وإقامة الدولة الفلسطينية المنشودة. - حديث بعض قادة حماس عن احتمال تراجع الحركة عن الاتفاق والعودة إلى السيطرة على القطاع يصب في مصلحة الإسرائيليين، ويعتبر في هذا الوقت تحديداً خروجاً عن ثوابت الشعب الفلسطيني. - واجب حركة حماس، وكل الفصائل الفلسطينية، أن تظهر تمسكاً غير محدود بالمصالحة والوحدة الوطنية لتحقيق الحد الأدنى من مقومات المواجهة مع الاحتلال، وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية التي تحاول دول إقليمية العبث بها من أجل توسيع رقعة الصراعات التي تعصف بالمنطقة، من أجل مد نفوذها حتى لو كان ذلك على حساب دماء الشعوب.