أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس، رفضه تشكيل حكومة إنقاذ وطني في الوقت الذي تشهد فيه البلاد هجوماً واسعاً لمسلحين متطرفين، ملمحاً إلى تمسكه بمواصلة سعيه للبقاء على رأس الحكومة لولاية ثالثة. وقال المالكي في خطابه الأسبوعي «ليست خافية الأهداف الخطيرة لتشكيل حكومة إنقاذ وطني كما يسمونها، فهي محاولة من المتمردين على الدستور للقضاء على التجربة الديمقراطية الفتية ومصادرة آراء الناخبين». ويتعرض رئيس الوزراء الذي يحكم البلاد منذ 2006 إلى انتقادات واسعة ويواجه اتهامات بتهميش السنة واحتكار الحكم من قِبل خصومه السياسيين الذين يطالبون «التحالف الوطني» أكبر تحالف للأحزاب الشيعية، بترشيح سياسي آخر لرئاسة الوزراء. غير أن المالكي يصر على أحقيته في تشكيل الحكومة المقبلة على اعتبار أن الكتلة التي يقودها فازت بأكبر عدد من مقاعد البرلمان مقارنة باللوائح الأخرى في انتخابات أبريل الماضي، علماً بأن لائحته في 2010 لم تحصل على أكبر عدد من الأصوات، إلا أنه تولى رئاسة الحكومة ل4 سنوات آنذاك. ويشن مسلحو تنظيم «داعش» وتنظيمات سنية متطرفة أخرى هجوماً منذ أكثر من أسبوعين سيطروا خلاله على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه وشرقه، بينها مدن رئيسة مثل الموصل وتكريت. وأكد تنظيم «داعش» أقوى التنظيمات الإسلامية المتطرفة التي تقاتل في العراق وسوريا، عن نيته الزحف نحو بغداد ومحافظتي كربلاء والنجف. وأعلن المالكي أمس أن القوات الحكومية «تمكنت من فتح الطرق الواصلة بين المحافظات وتحرير المدن، والعملية مستمرة لتحرير كل المدن»، مضيفاً «نحن على ثقة تامة بأن قواتنا المسلحة لم يكن بمقدورها أن تحقق مثل هذه الإنجازات الكبيرة لولا دعم المرجعية» الشيعية في مدينة النجف. وفي سياق متصل، توعد قيادي في قوات العشائر المعروفة ب(ثوار العراق) بالوصول إلى بغداد وإسقاط حكومة نوري المالكي خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال المتحدث باسم ثوار عشائر العراق أبو عبدالنعيمي لوكالة (باسنيوز) الكردية العراقية إنهم «أنهوا جميع التجهيزات اللازمة للهجوم على بغداد وتنظيف العاصمة من حكم المالكي» حسب تعبيره. ومن جهة أخرى، بدأت الدفعة الأولى من المستشارين العسكريين الأمريكيين عملها في العراق لمساعدة القوات الحكومية في وقف زحف الجهاديين الذين دعموا أمس هجومهم الواسع بحصولهم على مبايعة مسلحين يسيطرون على منطقة سورية مقابلة للحدود مع غرب العراق. وقال المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا، في مؤتمر صحافي ببغداد «نأمل أن يكون هناك تدخل حقيقي» يوفر «مساعدة حقيقية للعراق»، مؤكداً أن الدفعة الأولى من المستشارين العسكريين الأمريكيين بدأت اجتماعاتها «مع مختلف القيادات». وكانت وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت الثلاثاء أن أول دفعة من المستشارين العسكريين الأمريكيين البالغ عددهم الإجمالي 300 مستشار، انتشرت في بغداد لمساعدة القوات العراقية في قتالها ضد المتطرفين الإسلاميين. وقال الكولونيل البحري جون كيربي «بدأنا في نشر فرق التقييم الأولى»، مضيفاً أن نحو 40 عسكرياً «بدأوا مهمتهم الجديدة»، موضحاً أن هؤلاء العسكريين هم من العسكريين العاملين في السفارة الأمريكيةبالعراق. كما أعلن وصول 90 عسكرياً آخرين من القيادة العسكرية الأمريكية للشرق الأوسط ووسط آسيا لإقامة مركز عمليات مشتركة في بغداد، مشيراً إلى أن 50 عسكرياً آخرين سيصلون إلى العراق خلال الأيام القليلة المقبلة.