أكد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة أن الأمم المتقدمة كثفت جهودها على المكتبات، وأنشأت صروحاً ومباني ضخمة وبنية تحتية متكاملة لكل المكتبات، قائلاً إنهم «عرفوا أهميتها ومكانتها في حضارات الشعوب وتاريخها». جاء ذلك أثناء رعاية الدكتور خوجة يوم أمس اللقاء السنوي الثاني لأمناء المكتبات العامة في المملكة، الذي تنظمه وكالة الوزارة للشؤون الثقافي بمقر المكتبة العامة في جدة. وقال وزير الثقافة والإعلام «لعل الزمن يعيدنا إلى مكتبة تاريخية كان لها الأثر الكبير في بدء النهضة الحديثة لبلادنا، ومن ذلك -مكتبة المسجد الحرام ومكتبة المسجد النبوي- وبعض المكتبات المرادفة لهاتين المكتبتين إضافة إلى المكتبات الخاصة، التي اعتنى بها أصحابها العلماء والأدباء والمثقفون، وكانت لها أدوار بارزة في النهضة العلمية والثقافية بالمملكة، ثم أنشئت بعد ذلك مكتبة الملك فهد الوطنية لتكون ملجأ للعلماء والباحثين وملتقى للمثقفين والأدباء والمهتمين وسجلاً لماضي وحاضر ومستقبل العلوم والمعارف والثقافة في المملكة إضافة إلى مكتبة الملك عبدالعزيز بالحرس الوطني. وأضاف خوجة «ومن هنا تأتي رغبة وزارة الثقافة والإعلام بتطوير المكتبات التابعة للوزارة والاهتمام بها وبالمسؤولين عليها، وتنظيم دورات وملتقيات وورش عمل متخصصة في إدارة المكتبات، ومن ذلك هذا الملتقى الذي يضم نخبة من المتخصصين في المكتبات من جامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة أم القرى، ومن المختصين في المكتبات التابعة لبعض الجهات الحكومية، وكذلك من وزارة الثقافة والإعلام». وأشار وزير الثقافة إلى أن المكتبات التابعة لوزارة الثقافة والإعلام كانت تتبع عدة جهات ومؤسسات وقد صاحب نقلها إلى وزارة الثقافة والإعلام عديد من الصعوبات الإدارية والوظيفية، وقال «وهو ما جعلنا نفكر بالطرق الأنسب لتطوير هذه المكتبات لتكون جاهزة للاستفادة منها ومن محتوياتها لشرائح المجتمع كافة، وبالتالي تم عقد لقاءات سابقة لعل من أهمها الاجتماع الأول لمديري المكتبات العامة، الذي عقد عام 1434ه في مدينة الرياض، وتمت مناقشة القواعد التنظيمية والأعمال الفنية للمكتبات، وها نحن اليوم نناقش في هذا الملتقى عدة محاور يأتي في مقدمتها «المكتبة الثقافية الرقمية»، حيث أصبحت من أهم الوسائل المعرفية وأهم مصادر المعلومات الحديثة، التي تمكن القارئ والباحث في أي مكان بالعالم من التزود بالمعلومة دون عناء مادي أو جسدي. وأكد خوجة أن وزارة الثقافة والإعلام تضع جميع إمكاناتها في خدمة هذا الملتقى حتى يتحقق له النجاح ويخرج بنتائج وتوصيات تنعكس على تطوير المكتبات وأداء المسؤولين والموظفين فيها لتقدم خدمة علمية وثقافية متميزة. وقدم وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان محاضرة ناقش فيها الأعمال التي تقوم بها المكتبات العامة في المحافظات والمراكز ضمن مهام وكالة الوزارة للشؤون الثقافية وإبراز النشاطات الثقافية أمام الرأي العام والتواصل مع زوار المكتبات العامة، وإيجاد قنوات للتواصل مع المجتمع. وفي ختام الملتقى، قال الحجيلان إن هذا الملتقى يأتي تتويجاً للملتقى الأول، الذي عقد في الرياض وسيتم بمشيئة الله عقد هذه الملتقيات بشكل سنوي. وبشأن إقامة معرض للكتاب في جدة بيَّن الحجيلان أن هناك نية لإقامة معرض للكتاب بجدة في أوائل شهر ديسمبر من كل عام، وحظيت الفكرة بدعم من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة وبالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية في جدة، ووزارة الثقافة والإعلام، وبمشيئة الله تعالى تتحقق الفكرة، وذلك لما سيضيفه المعرض من معارف جديدة واحتكاك ثقافي وتبادل للمعلومات. وأشار وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية إلى أنه تم افتتاح مكتبة رقمية تضم 30 ألف كتاب، منوهاً إلى إمكانية زيادة هذا الرقم ليصل إلى 100 ألف كتاب في السنوات القادمة، وهى متوافرة في المكتبات العامة ومتاحة، داعياً المهتمين للاستفادة من الكتاب الإلكتروني. ورأى الحجيلان أن المسرح دون دراما يعد ناقصاً، وهناك جمعية للمسرحيين السعوديين موجودة تحرص الوزارة على تطويرها وإبراز دورها الفعال، موضحاً أن هناك نية لتكوين جمعية للمسرح السعودي تخدم المجال المسرحي.