اجتمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم الإثنين بإقناعه بالتنحي، وترك منصب رئاسة الوزراء لصالح غيره. وحث كيري رئيس الوزراء العراقي على تشكيل حكومة أكثر تمثيلا للكتل السياسية في حين انسحبت القوات العراقية من معبر حدودي مع الأردن تاركة منطقة الحدود الغربية بأسرها خارج سيطرة الحكومة. ووصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى بغداد الاثنين في زيارة تهدف الى بحث الهجوم الكاسح الذي يشنه مسلحون متطرفون في انحاء متفرقة من البلاد والى حث العراقيين على الوحدة في مواجهة هذا الهجوم. وتعرض الماكي لانتقادات اميركية، فضلا عن انتقادات من مسؤولين عراقيين ينتمون لتيارات مختلفة. ويشن مسلحو العشائر وعناصر من تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" وتنظيمات سنية متطرفة أخرى هجوما منذ نحو أسبوعين سيطروا خلاله على مناطق واسعة في شمال العراق ووسطه وغربه بينها مدن رئيسية مثل الموصل (350 كلم شمال بغداد) وتكريت (160 كلم شمال بغداد). وكان كيري بدا جولة جديدة في الشرق الاوسط امس الاحد لبحث هذا الهجوم في عدد من دول المنطقة وفي عواصم اوروبية، حيث زار القاهرة ثم توجه الى العاصمة الاردنيةعمان قبيل وصوله الى بغداد. وأكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة خلال مباحثات أجراها مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري مساء الأحد في عمان ضرورة ايجاد مسار سياسي في العراق يشمل جميع الاطراف لإنهاء الاسباب التي ادت الى "الوضع الخطير"، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الادنية (بترا). وذكرت الوكالة ان كيري وجودة بحثا خلال لقائهما الاحد "العلاقات الثنائية واخر التطورات والمستجدات في المنطقة لا سيما الازمة السورية وتطورات الأوضاع في العراق ومفاوضات السلام المتعثرة وسبل احيائها". وأعرب جودة عن امله بان "تعمل الأطراف كافة في العراق الشقيق على تحقيق الوئام والتوافق الوطني الحقيقي عبر مسار سياسي يشمل جميع الاطراف ومكونات الشعب العراقي كافة، وصولا الى انهاء كل الأسباب التي أفضت إلى الوضع الخطير في العراق". واكد الطرفان "اهمية تضافر جهود جميع الأطراف ذات العلاقة والمجتمع الدولي لمواجهة التطورات التي يمر بها العراق والتي تهدد امن المنطقة كلها". وكان كيري وصل مساء الاحد الى عمان في اطار جولة في الشرق الاوسط واوروبا في مهمة جديدة بالغة الحساسية ان لم تكن مستحيلة بشأن العراق بعد ان اثار هجوم تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) المتطرف قلق واشنطن التي تنتقد ايضا رئيس الوزراء نوري المالكي المتهم بالطائفية. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان ان كيري سيزور من 22 الى 27 يونيو الاردن وبلجيكا وفرنسا لاجراء "مشاورات مع شركاء وحلفاء حول الطريقة التي يمكننا فيها المساهمة في امن واستقرار العراق وتشكيل حكومة جامعة فيه". ولم تطلب الولاياتالمتحدة رسميا استقالة المالكي لكنها لم توفر انتقاداتها لرئيس الوزراء المتهم بالطائفية في بلد يوشك ان يقع في الفوضى. وأعلنت الولاياتالمتحدة التي سحبت قواتها من هذا البلد نهاية العام 2011 بعد ثماني سنوات من اجتياحه استعدادها لارسال 300 عسكري بصفة مستشارين، والقيام بعمل عسكري محدود ومحدد الهدف في العراق، علما ان طائراتها تقوم بطلعات جوية في اجوائه.