تتناوب 15 فتاة في مطعم »سعوديات»الواقع بحي عبد الله فؤاد بالدمام لإنتاج ما لذ وطاب من وصفات الطعام، ويستمر تقطيعهن للبصل ليلا ونهارا، وأعلنت مالكة المطعم هدى عبد الله الغامدي عن حاجتها لموظفات سعوديات على كفاءة وجدية في العمل لافتتاح المطعم، واختارت على أساس المقابلات الشخصية الراغبات بالعمل، أكبرهن أرملة خمسينية، وأصغرهن خريجة ثانوية، ومن ضمنهن جامعيتين تدرسان نهارا، وتعملان مساءً، ويقف في استقبال المطعم عاملين أجنبيين لاستقبال طلبات الزبائن وتوصيلها للداخل، إضافة لسائقي سيارتي توصيل. وبينت الغامدي أُمّ لستة أبناء، أنها تنقلت بين وظائف عديدة، فساعدتها خلفيتها الجيدة في الطهو وتمرسها على يد والدتها في إقامة ثاني مطعم نسائي في الدمام، تسعى لأن تميزه بتأنيثه بالكامل حتى في نادلاته. وبينت الغامدي أن قرض عبد اللطيف جميل ساعدها في التأسيس، وتدريب الفتيات العاملات لمدة شهرين، ورغم ترددها في افتتاح المطعم بغية التأكد من تمام الاستعداد للخوض في التجربة، إلا أنها افتتحت مشروعها بثبات يخولها للتنافس مع قريناتها، بدون دعاية أو إعلان يساعد في الانتشار، مبررة ذلك برغبتها في أن يثبت مشروعها تفوقه، حتى يصل إلى مستوى تطلعاتها، موضحة وجود بعض الصعوبات التي واجهتها خلال ستة الأشهر الأولى، منها عدم التزام الفتيات السعوديات في العمل بعد التدريب، إذ يقبلن على العمل في البداية بكل طاقة، ثم تنثني الرغبة لصالح وظيفة أفضل، مشيرة إلى أهمية استحداث شرط جزائي من مكتب العمل، وفرض نظام يقتضي إتمام الفترة الزمنية الملائمة للقطاعات الخاصة، منعا لتعثر الإنجازات. وعملت الغامدي على إرضاء الموظفات وصرف راتب لهن عن ساعات العمل الإضافية قبل إتمام ثلاثة أشهر، إضافة لبدل المواصلات، وذلك تقديرا لولائهن لها، كما تصرف لمن تعمل في أيام الإجازات الرسمية كالأعياد ما يعادل مرتب يومين، مبينة أنها لا تمانع عرض أصنافهن في الاستقبال وبيعها لصالحهن، أو بيع أي صنف من الأصناف التي تعلمنها من المطبخ خارج المطعم، وإعطائهن وجبات خاصة لأسرهن، منوهة إلى رضاها عن الموظفات، وتقول»الطاقم الحالي تجمعه روح رائعة، تساعدهن في حل المشكلات التي تقع بينهن دون تدخلي»، ويستشعر الزائر للمطعم أنه في منزل لا يسكن به رجل، حيث ترتدي الفتيات طاقية خضراء، ويغلب على الجو الأحاديث المتفرقة والتعليقات المازحة فيما بينهن. وأوصت الغامدي المقبلات على افتتاح مشروعات خاصة بالتروي، واختيار المناسب، مبينة أن أغلب المشروعات الموءودة كانت نتيجة لضعف الدراسة، مؤكدة على أهمية العمل في القطاع الخاص قبل اتخاذ الخطوة الأولى في المشروع، قبل أن تقحم الفتاة نفسها في زوبعة الإدارة المالية، وتقسيم الميزانية، وتوضح» أنصح بتخصيص خمس سنوات على أقل تقدير بعد التخرج، في التجول في القطاعات الخاصة، لتستفيد الفتاة منها في حل المشكلات التي قد تواجها مستقبلا، وعيش واقع الوظيفة في القطاع الخاص، بالإضافة إلى إتخاذ الإداريين الناجحين قدوة، لتنتهج منهجهم وتستفيد من حل ما يعيقها من مشكلات. وسعت الغامدي إلى تغيير طريقة إدارتها، بعد أن اكتشفت أهمية الفصل بين العمل المهني والمعرفة الشخصية بالموظفة، فالخجل من سؤال الموظفة المتأخرة عن العمل بسبب المعرفة التي تربطها بأسرتها يقلل من إنتاج العمل، مشيرة إلى أن نظام العمل لن يستقيم إلا بإدارة بحتة وكاريزما إدارية خاصة، فالمدير الناجح بنظرها هو المدير الصبور على زلات موظفيه، والجامع لعقولهم إلى عقله بالشورى، والحكيم في حل مشكلات العمل، والذي لا ينسى هدفه الأساسي من افتتاح مشروعه، وتضيف» بدأت مشروعي لأفتح بيوتا، ولن أتوانى عن الحفاظ عليه لتظل هذه البيوت مفتوحة»، مبينة مساعدة ابنتها لها في تولي مهام الكمبيوتر والرد على رسائل البريد الإلكتروني. كما تطمح الغامدي أن يقدم مطعمها مستوى عال، وقالت» أتمنى أن تفخر كل سعودية بما نقدمه في مطعمنا، سواء قدمنا القليل أو الكثير».