السمعة الطيبة والذكر الحسن نعمتان يجب المحافظة عليهما.. وكما قيل «السمعة الطيبة أعظم عمل وإنجاز تقدمه لذاتك». بناء هذه السمعة حجر الأساس للنجاح على المستوى الشخصي وكذلك في عالم الأعمال، فالعلاقة بين المنشأة والعملاء هي رهان اليوم، ويجب أن يفكر بها قادة الأعمال كثيراً. بناء السمعة والمحافظة عليها فن بناء علاقة العملاء الجيدة وولائهم المتبادل بالمنشأة، ولكن مع اتساع وانتشار وسائل الاتصال والتواصل أصبحت جميع القطاعات لاسيما المنشآت التجارية تواجه تحدياً كبيراً أفقدها السيطرة على التحكم في كيفية وصف أعمالها أو رسم صورتها لدى المجتمع بسبب سرعة وانتشار وسائل الاتصال والتواصل أو ما يعرف بالإعلام الاجتماعي. إن أفضل الحلول التي تنعكس بشكل إيجابي في إدارة السمعة هو اتباع استراتيجيات المشاركة المجتمعية عبر برامج ومبادرات المسؤولية المجتمعية. فأنت كقائد للمنشأة يجب أن تكون مستعداً للتعاون مع كل ما يخدم المجتمع، بل وأن تكون مبادراً في تلبية احتياجاته من خلال المسؤولية المجتمعية التي تعتبر اليوم ضرورة ملحة قد لا يحاسبك عليها أحد، ولكن نتائجها تظهر عبر رضا المجتمع عن المنشأة وعطاءاتها التي ستسهم بشكل إيجابي في بناء السمعة المؤسسية الحسنة عن هذه المنشأة وتلك. فإدارة السمعة تعتبر فناً ومفهوماً حديثاً يتم عبر الاتصال المؤسسي المتواصل والمستمر الذي يعمل على تكريس سمعة إيجابية ومميزة لأي منشأة، وهنا نجد الدور المهم للمسؤولية المجتمعية في بناء السمعة المميزة لاسيما تلك المبادرات التي تصب في مصلحة المجتمع وخدمته وتنميته. السمعة المؤسسية تواجه كثيراً من التغيرات المتلاحقة نظير الاتجاهات الناشئة والتطورات الحالية في عالم اليوم، ولكن المبادرات المجتمعية الرائدة تتميز بتكوين سمعة وصورة إيجابية عن المنشأة أو عكس الصورة السلبية إلى إيجابية عن طريق تقديم المساعدة للمجتمع وتطويره وخدمته وتلبية احتياجاته طواعية. ونستعرض في هذا المضمار دراسة كشفت بأن 60% من العملاء عند شرائهم أي منتج يعتمدون سمعة المنشأة ونظرتهم إليها، فيما يعتمد 40% من العملاء على تقييمهم للمنتج أو خدماته. وأبانت الدراسة ذاتها التي أعدتها شركة ريبيوتيشن إنستيتيوت -حول الشركات التي تتمتع بأفضل سمعة- أهمية آراء الناس فيها ومشاعرهم تجاهها، كالثقة والإعجاب والانطباعات الإيجابية؛ حيث كشفت عن معايير السمعة المؤسسية باعتبارها جزءاً من المسؤولية المجتمعية، موضحةً أن مشاعر 41% من الناس تجاه مؤسسة ما تعتمد على مدى مشاركتها بنشاطات المسؤولية المجتمعية، مؤكدةً أن نشاطات المسؤولية المجتمعية تعبر عن هوية المؤسسة وأخلاقها وأسلوبها والعامل الأساسي لسمعتها، ويتم الاستعانة بالمسؤولية المجتمعية لبناء الثقة والإعجاب والانطباعات الإيجابية لدى العملاء. ووفقاً لعديد من الاستطلاعات فإن المؤسسات ذات مبادرات المسؤولية المجتمعية هي الأفضل في العالم، وتتصف بأنها مؤسسات ناجحة جداً ونزيهة، وتتميز بإدارة عقلانية وإيجابية مقارنة بحجم مشاركاتها ونشاطاتها في مجال المسؤولية المجتمعية. المسؤولية المجتمعية ضرورة في مجتمعاتنا اليوم وأصبحت تلتفت إلى الممارسات المسؤولة وتميز المنشآت التي تحرص على تعزيز وتنمية المجتمع وخدمته وتنميته، الأمر الذي دفع بالمسؤولية المجتمعية لأن تكون مساهماً رئيساً في تعزيز أداء وقدرات المنشآت التنافسية وتحقيق أرباح مادية ومعنوية.