رحَّب المجلس الوزاري لمجلس دول «التعاون الخليجي» بزيارة أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إلى إيران واعتبرها مهمة وتاريخية، معبِّراً، في بيانٍ صدر أمس الاثنين، عن تطلعه إلى أثر إيجابي للزيارة على علاقات دول مجلس التعاون مع إيران. في السياق نفسه، قال وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، إن دول «التعاون الخليجي» تتطلع إلى ترجمة التوجهات الإيرانية إلى واقع إيجابي في علاقاتها بدول المجلس سعياً إلى إزالة أسباب التوتر بين دول المنطقة. وأكد وزير الخارجية الكويتي، في افتتاح اجتماع وزراء خارجية «التعاون الخليجي» أمس في الرياض في إطار أعمال الدورة 131 للمجلس الوزاري الخليجي، على أهمية معالجة القضايا التي تبعث على القلق على صعيد العلاقات الثنائية بين دول المجلس وإيران. في سياق آخر، اعتبر الشيخ الصباح، وهو رئيس الاجتماع، علاقة دول مجلس التعاون الخليجي بعضها ببعض قوية ومتينة وقادرة على استيعاب أي أزمة قد تطرأ على الساحة، مذكِّراً بأن «دول المجلس استطاعت طوال 33 عاماً وفي مواقف كثيرة تجاوز جميع الأزمات التي اعترضتها، وستستمر كذلك». ولفت إلى ما سمّاه «حجم التلاحم والتماسك الكبيرين بين دول المجلس، وقدرتهما على مواجهة جميع التحديات وتجاوزها مهما بلغت». ورأس وفد المملكة في هذا الاجتماع نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز. وفي نهاية أعمال الدورة، أعرب المجلس الوزاري عن أسفه لاستخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار مجلس الأمن بإحالة مرتكبي جرائم الحرب ضد الشعب السوري إلى الجنايات الدولية. وفي بيانه الختامي، أكد المجلس الوزاري على «أهمية علاقات التعاون بين دول المجلس وإيران على أسس احترام سيادة دول المنطقة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس، ومبادئ حسن الجوار والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها». وتطلَّع إلى أن تثمر المفاوضات بين إيران ومجموعة (5 + 1) عن حل نهائي يكفل استخدام إيران السلمي للطاقة النووية وفق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع ضمان عدم تحول البرنامج في أي مرحلة من مراحله إلى الاستخدام العسكري. كما جدد المجلس التأكيد على مواقف دول المجلس الثابتة والنابذة للإرهاب والتطرف بجميع أشكاله وصوره ومهما كانت دوافعه ومبرراته وأيا كان مصدره. ورحب المجلس الوزاري باتفاق المصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني، مشدداً على دعم كل ما من شأنه توحيد الصف الفلسطيني. وفي الشأن المصري، رحب المجلس الوزاري بإتمام الانتخابات الرئاسية في مصر، وأشاد بالأجواء النزيهة بين المرشحين الرئاسيين، مؤكداً دعمه لمصر. ودعا المجلس إلى ضبط النفس في ليبيا وتبني مصالحة وطنية بما يحافظ على وحدة ليبيا وسيادتها واستقرارها.