بعد أقل من شهر من الآن تبدأ الاستعدادات لموسم العمرة الرمضانية التي تعتبر من المواسم المفضلة لزيارة بيت الله الحرام.. وتستنفر المكاتب الخدمية التي تسير رحلات العمرة والحج كامل طاقاتها لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الحجاج والمعتمرين، إذ تمثل هذه الشهور الحد الأقصى للمواسم. ما يستدعي تقديم خدمات أفضل للمعتمرين. وفي حفر الباطن حيث تعتبر محطة مهمة للمسافرين من المحافظة والقرى والمراكز المجاورة لها، فضلاً عن القادمين من دولة الكويت.. تجرى الاستعدادات على قدم وساق منذ الآن لاستقبال الأعداد المتزايدة سنوياً. إذ تعد حفر الباطن محطة مهمة وسيطة لتسيير رحلات الحج. وبرزت مشكلة الازدحام الشديد الذي يمثله وقوف الحافلات بشكل عشوائي أمام المكاتب، ما يستدعي تدخلاً سريعاً لحل هذا الإشكال. «الشرق» حاولت استقصاء خدمات مكاتب الحج والعمرة، والتقت عدداً من المستثمرين والمواطنين وخرجت بهذه الحصيلة من الآراء: من هذا المنطلق يقول حميد العنزي- مستثمر: يستدعي من الجهات المعنية وبإلحاح توفير موقع مناسب تنقل إليه مكاتب الخدمة ولوقوف الحافلات خارج المدينة وفي نفس الوقت يتم استثماره من رجال أعمال ومواطنين. وقال: أقترح أن يكون ذلك على شكل مشروع وطني حافل بالمواقع الاستثمارية وإيجاد الوظائف لأعداد من الشباب السعودي من خلال وضع دراسة مستفيضة استراتيجية تراعي الأسعار وتوفير جميع المستلزمات والخدمات المميزة التي يحتاجها قاصدو بيت الله الحرام، إضافة إلى استنباط جدوى اقتصادية تلم بالجوانب الإيجابية لمثل هذا المشروع الذي سبق وتبناه رجال أعمال في محافظات أخرى بالمملكة. ويقدر عدد المسافرين من حفر الباطن إلى الديار المقدسة بأكثر من 150 ألف حاج ومعتمر سنوياً ينطلقون من حفر الباطن من أهالي المحافظة والقرى والهجر والمراكز التابعة لها. وأيضاً القادمون من الدول المجاورة. راكان مهنا الشمري مدرس من أهالي حفر الباطن يقول: لا بد من إيجاد الملاذ الآمن كموقع ملائم ومناسب لتقديم الخدمات لزوار بيت الله لتسهيل عدة أمور منها تنظيم مكاتب خدمة استقبال الزوار، ومواقف للحافلات ومأوى يحميهم من عوامل الطبيعة المتغيرة، وكذلك مواقع استثمارية يستفيد منها المواطنون مثل مكاتب الخدمة واستراحة للمسافرين تضم جميع الخدمات من مطاعم وغرف إيواء، ودورات مياه خاصة للقادمين من مناطق خارج الحفر. وقال الشمري: في ذات الوقت يمكن توفير دورات تدريبية للشباب السعودي في قيادة الحافلات تنتهي بالتعيين ويكون الموقع مقراً رئيساً في محافظة حفر الباطن ويكون له فروع في أماكن التجمعات السكنية المنتشرة في القرى والهجر والمراكز التابعة للمحافظة، وكذلك فرع في دولة الكويت الشقيقة لجذب أكبر عدد ممكن من القادمين، ويمكن حجز المقاعد الكافية حتى يأتي القادمون بحجز مؤكد، وذلك أفضل مما هو حاصل الآن بأن يأتي الراغب في أداء العمرة ولا يجد له مقعداً حتى يمكنه السفر، فهو يتحمل عناء الترحال دون طائل. وأضاف قائلاً: في المحصلة يمكن توفير أكثر من 200 وظيفة لأبناء الوطن القاطنين في محافظة حفر الباطن من إداريين ومشرفين ومراقبين وقائدي حافلات ومستثمرين لمحلات الخدمة. وتشهد مكاتب الحج والعمرة في محافظة حفر الباطن نشاطاً محموماً من بداية الأشهر الحرم ما قبل شهر رمضان المبارك إذ يتصاعد إقبال المعتمرين. وقال ناصر السهلي – مستثمر في مجال خدمة الحجاج والمعتمرين: إن النقل يكون على متن حافلات كبيرة سعة 50 راكباً مكيفة ومهيأة بكامل الخدمات التي يحتاجها المعتمر والحاج أثناء الرحلة، لذلك قد تصل إلى 250 رحلة تقل على متنها أكثر من 13 ألف معتمر خلال الشهر الفضيل فقط. وتقوم مكاتب خدمة الحجاج بتسيير هذه الحافلات وعلى متنها الراغبون في أداء العمرة من محافظة حفر الباطن إضافة إلى من يأتي من الدول المجاورة. ويقول حواس محمد الشمري – من مواطني دولة الكويت: عندما أرغب في زيارة الحرمين الشريفين للاعتمار أو الحج، فنحن نأتي بمركباتنا إلى حفر الباطن ونتركها هناك، ومن ثم نذهب في الحافلات أفراداً وعائلات، خاصة في فترة المواسم وغيرها مثل العطل والإجازات الرسمية والأشهر الحرم ابتداء من شهر شعبان حتى ذي الحجة. وقال: ربما يكون من الأشهر الأكثر ازدحاما هو شهر رمضان وموسم الحج من كل عام. وعن الأسعار قال الشمري: الأسعار جيدة لكنها قد ترتفع في هذه الفترة إلى 20% عن الأيام الاعتيادية وحسب الخدمات المقدمة للمعتمرين والحجيج مثل السكن ومدى قربه وبعده عن الحرم المكي وما يقدم من وجبات غذائية خلال الرحلة وعدد الأيام التي يقضيها من 3 إلى 7 أيام حسب البرامج المعدة لذلك ويصاحب الحافلة في هذه الرحلات عادة أحد الدعاة من الشباب المتطوعين يقوم بتوجيه المعتمرين وإيضاح خطوات مناسك العمرة وإرشادات مما تعنيه زيارة العمرة ومكانتها، وتقديم المواعظ والفتاوى الدينية التي يستفيد منها المعتمر وكذلك يوجد ممرض لتقديم الخدمات العلاجية والإسعافات الأولية اللازمة التي تحدث أثناء الرحلة من كبار السن وغيرهم. حيث يقطع المعتمرون والحجاج في هذه الرحلة قرابة 3200 كم ذهاباً وإياباً من حفر الباطن إلى الديار المقدسة والرجوع إليها، ما يستدعي وجود طاقم متنوع يساعد المسافرين على تخطي صعوبات الرحلة والاستفادة الكاملة من روحانيات هذا الموسم المهم.