للفيلسوف الألماني “شوبنهور” نظرة تشاؤمية للحياة طبعت كتاباته وفلسفته. هذا الفيلسوف كان في القرن التاسع عشر وبعد ثورة عصر الأنوار هو صوت فلسفة أوروبا. تقوم فلسفة الرجل على فكرة أن الحياة إرادة (رغبة) تمثل المحرك الأول للمعرفة ولكل نشاط إنساني، وحده العبقري هو الذي يستطيع أن يخضع هذه الإرادة المهيمنة على غالبية البشر للمعرفة ويجعلها تحت حكم العقل وسيطرته. يتفق مع الفيلسوف “كانت” على أن الحياة مجرد فكرة: صورة حسية تمثل مظهر الشيء ولكنها يستحيل أن تكون الشيء نفسه. يعتقد أن الحكمة الحقيقية هي حكمة الموت، ففي النهاية فالوسيلة الوحيدة لقهر الإرادة تكمن في إيقاف منبع الحياة (إرادة التناسل). ببساطة المتهمة كما يعتقد هذا الفيلسوف هي المرأة، فالرجل ولو سما بعقله على إرادته فهذه المخلوقة تعود إلى إغرائه على التناسل، ويقول بأن الطبيعة وهبت الفتيات جمالاً أخاذاً وسحراً لسنوات معدودة يستطعن خلالها أسر قلوب الرجال. يرى صاحبنا وهو صاحب فلسفة تجاوزت التنظير وسنّت شكلاً جديداً للفلسفة في أوروبا أننا لو استعرضنا تاريخ النساء المثقفات لما وجدنا منهن واحدة قد أبدعت في تاريخ الفنون لوحة فنية أو قطعة موسيقية أو قصيدة شعرية واحدة ذات أصالة وإبداع. في النهاية ورغم تشاؤم هذا الرجل وقسوته على المرأة فكثيرون ومنهم ديورانت يعترفون له بأنه فتح أعين علماء النفس على قوة الغريزة، وكان له الفضل في التأكيد على ضرورة العبقرية وقيمة الفن.