شكل الربع الخالي في أذهان كثير من السعوديين نسيجاً من الروايات المثيرة والغريبة، ودون شك لا أحد يعرف صحتها إطلاقاً، الصحراء التي تقع في جنوب المملكة العربية السعودية تفوق مساحتها 600 ألف كيلومتر مربع ويصل ارتفاع الكثبان الرملية فيها إلى ثلاثمائة متر، وليس هناك حياة مغرية تجذب للعيش فيها خصوصاً مع درجة الحرارة الحارقة جداً. ولا شك أن الأحاديث التي يتناقلها الناس عن المكان كما نعلم من قبيل حدوث مضايقات من قبل «الجنية حمدة» خصوصاً خلال الليل للعابرين مثل سماع أصوات وقرع طبول ورمي أحجار، ما هي إلا حكايات تناقلها بعض الناس لرسم الهلع والخوف حول حقيقة هذه المنطقة. غير أني أصنفها من وجهة نظري أنها حكايات كان الهدف منها تجنب زيارة المنطقة، لتكون فرصة سانحة للمهربين لدخول المنطقة وتهريبهم كثيراً من الأشياء عبرها، مستفيدين من تجنب كثير من الناس الوجود فيها خصوصاً في الليل. ولكن الحقيقة أن منطقة الربع الخالي تعد من أكثر المناطق المليئة بالثروات الضخمة من النفط والغاز الطبيعي والمعادن المشعة والرمال الزجاجية والطاقة الشمسية، ولا شك أن حقل شيبة وسط الربع الخالي وحقل الغوار يعتبران من أكبر حقول النفط في العالم، اللذين تديرهما شركة أرامكو على طريقة «احلب ولا تعلم». كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا أنه «لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً» فكثير من الدراسات حول هذه المنطقة أكدت «أن نهراً يمتد لمسافات طويلة دفنته رمال الصحراء في الربع الخالي، وهذا النهر كان موجوداً قبل ستة آلاف سنة ويبلغ عرضه 8 كيلومترات وطوله 800 كيلومتر وكان يعبر قلب الجزيرة العربية، هذا النهر كان ينبع من جبال الحجاز ويمتد ويتفرع إلى دلتا تغطي أجزاء كبيرة من الكويت حتى يصب في الخليج العربي»، بالإضافة إلى أن هناك تأكيداً من علماء الآثار بأن «حضارة عاد» كانت تقطن في منطقة الربع الخالي. ما أريد قوله إن الأخبار التي يتم تداولها بشكل مخيف عن الربع الخالي والأمور التي من الممكن أن تصادفك عندما تقرر الذهاب هناك ما هي إلا محاولة بث خوف حتى لا يتجرأ أحد على زيارة المنطقة ومعرفة ما فيها من خيرات واكتشاف بعض الآثار التاريخية القديمة التي سوف تبهرك عندما تشاهدها، وقد تكون فرصة ثمينة لكسب كنوز دفنت تحت رمال صحرائها المتحركة!!.