تعاني جميع الدول في العالم بما فيها الدول المتقدمة من المشكلات البيئية الخطيرة التي تهدد حياة الإنسان وتفسد عليهم معيشتهم وأجواءهم. ومع الأسف فإنه نظراً لغياب الثقافة البيئية فإن المجتمعات الشرق أوسطية، تتجاهل كثيراً من الأخطاء التي تعرض الصحة العامة للمخاطر، فتنتشر الأوبئة ويصبح حتى الطعام الذي نتناوله ونتغذى به فاسداً وغير صحي. يقول خبراء البيئة في العالم إنه ليست كل الدول متفقة على ما يقصد بالتلوث البيئي ومتغيراته السلبية التي تطرأ على البيئة الفيزيائية منها والكيميائية أو البيولوجية، وهي سلبيات يتأثر بها البشر في الأرض أو الجو وفي الماء. وقد قسم خبراء البيئة التلوث علمياً إلى ثلاثة أنواع، تلوث مقبول ينتشر في كل بقاع الأرض بدرجة من درجات التلوث التي لا يتأثر في درجته التوازن البيئي بشكل خطير، ثم يأتي التلوث الخطير الناتج عن النشاطات الصناعية، حين يتعدى الحد المعدل المقبول وتتطلب هذه المرحلة تدخلات سريعة، لتفادي الوصول للمرحلة الثالثة، وهي حالة التلوث المدمر، ويسمى علمياً «انهيارالنظام الايكولوجي» وهي مرحلة تحتاج لوقت طويل حتى تتم معالجة ما يلحق بالمناخ البيئي من دمار، عندها تتطلب عملية تصحيح المناخ، وإعادة التوازن البيئي إلى معدله الأقرب للطبيعة وقتاً طويلاً، وهو ما نتجت عنه حادثة تشرنوبل في روسيا عام 1986، بعد تسرب الأشعة النووية من إحدى المحطات وتم تصحيح الوضع وإدارة مخاطره البيئية لمدة خمسين سنة. نحن في الواقع نواجه خطراً بيئياً في البر والبحر، ونحتاج لوقت طويل لتصحيح وضعنا البيئي وإعادته لمعدله الأقرب للطبيعي، وعلى حد علمنا فإن هناك هيئات وأجهزة حكومية متخصصة في هذا المجال تتولى إدارة المخاطر البيئية والعمل على تجنب كوارثها، فهناك النفايات الصلبة المتراكمة التي يخلفها الناس، وتقوم شركات النظافة بجمعها بأحجامها المختلفة، لكن بعض شركات نقل النفايات تشغل حيّزاً كبيراً، في أماكن قريبة من المناطق السكانية للتخلص من هذه النفايات. وقد اشتكى المواطنون في مدن متعددة بالمملكة من هذه المشكلة التي تسبب لهم الأمراض، بالإضافة لمشكلة تقصير بعض الشركات في نقل النفايات من الأحياء، مما يشكل خطراً بيئياً يهدد حياة السكان. هناك مشكلة بيئية أخرى لا نتنبه لها كثيراً، وإن كانت بعض الشركات المصنعة للمواد البلاستيكية، تحاول التقليل من مخاطر استخدامها علي صحة الإنسان، ومن ذلك على سبيل المثال، استخدام العلب البلاستيكية في حفظ الأطعمة، التي يشتريها الناس ساخنة من الأسواق، وكذلك استخدام المخابز في حفظ الخبز الساخن في أكياس بلاستيكية، ويلاحظ أن الخبز حين يتفاعل مع مادة البلاستيك ومواد كيميائية أخرى، يصبح كقطعة من المطاط، في حين أن الأفضل صحيا حفظ الخبز في أكياس من الورق، كما أن من واجب الجهات المختصة في البلديات وهيئة البيئة، التأكيد على هذه المخابز ومحلات السوبر ماركت والهايبر استخدام أكياس تحافظ على التوازن البيئي. إن إدارة المخاطر البيئية تحتاج لجهود متكاملة من المؤسسات والشركات والهيئات، لنشر الثقافة البيئية بين الناس، وإذا لم نكن قادرين على أن نكون أصدقاء للبيئة، فليس من المعقول أن نصبح أعداءً لها.