أفكر أن أقدم بحث ماجستير.. اممم.. لأجعله بحث دكتوراة في موضوع الهياطولوجيا السعودية، مقدمة في تعريف الهياط – هو التظاهر بامتلاك شيء وأنت أبعد ما تكون عنه – مثل المقطع الذي انتشر الذي صوّر سعوديًا كان يتظاهر بالشجاعة أمام عامل شرق آسيوي وزيادة على هذا كان واضحًا أسلوبه الاستفزازي العدائي «الغاشم»، لكن ما هي إلا هنيهات حتى أخرج العامل عجرته من تحت مقعد السيارة ولاذ المهايطي بالفرار، للأمانة هذا العامل قام بمذاكرة طبائعنا وعاداتنا جيدًا، يقول الشاعر: ما الفخر من قال هذا أبي *** ولكن الفخر من قال ها أنا ذا إذًا الهياط كان موجودًا ومنذ قديم الأزل، الفرق الآن أننا أصبحنا نفتخر بأشياء لا توجد حتى عند أجدادنا، ولا يحتاج أن أقول إننا كلنا أصبحنا موسوعات ثقافية ومفتين واقتصاديين وأطباء، وإن أردت أن تتأكد فدونك الشبكات الاجتماعية. أحد أصحابي – وأتمنى ألا يصل لهذا المقطع – بروفسور في الهياط الاقتصادي، ففي كل جلسة ينثر لنا مشاريع وأفكار تجارية ويسخر من وظائفنا ويتندّر باستيقاظنا الصباحي المبكر، المشكلة أنه إلى هذه اللحظة يستيقظ معنا، مظهر هياطي آخر عندما نتظاهر بحرصنا الشديد على المرأة – وهذا لا شك فيه مطلب – لكن المبالغة في تبني رأي قفل الأبواب والنوافذ ودفن المرأة السعودية ثم بعد ذلك نشاهد ذلك الكائن الهياطي يتغزل في عيون ليلى وخدّ عبلة وينضم بمحض إرادته إلى منظمة الخرفان العالمية، هنا أرجوك اسمح لي أن تدير لنا خدك لا لنتغزل فيه بل لنرسم عليه أصابعنا. الشيء بالشيء يُذكر، قمت بتنزيل تطبيق counter، فكرته: أن تكتب حدثا سيحصل بعد سنة مثلا وهو سيتكفل بحساب الوقت تنازليًا، لذا أريد أن أقول لوزارة الإسكان وعلى طريقة باسم يوسف (إن كنت ناسي بفكرك) إنه بقي على وعدها – ذي السبعة أشهر – خمسة أشهر وخمسة أيام وثلاث ساعات و22 دقيقة.. وإذا لم تف بوعدها فلتسمح لي أن أخصص الفصل الأول من بحثي المستقبلي لها. أبعد الله عنا وعنكم شرّ وشرور المهايطين.