نجحت مدارس الكفاح الأهلية بقسميها البنين والبنات في تطبيق تجربة تربوية رائدة على مدى ثلاث سنوات متتالية، من خلال برنامج “إنجاز” الذي نجح في عمل مكتبة إلكترونية للكتب العربية من إعداد الطالبات، وإطلاق عدد من الاختراعات المهمة من صنع الموهوبات، كمظلة الحاج والشاحن المتنقل، بالإضافة لمساهمتهن في عدة أعمال تطوعية، كترميم منازل الفقراء وزراعة ثلاثمائة شتلة بميادين الأحساء، وافتتاح الطالبات لمشروعات صغيرة لتصميم العبايات والأزياء. وأوضحت المشرفة العامة لمدارس الكفاح الأهلية بالأحساء نوال حسن العفالق أن برنامج” إنجاز” الذي تم تطبيقه على طلاب وطالبات الكفاح، انبثق من رؤية جديدة لدور المدرسة كونها معدة للكفاءات العملية في المجتمع، ويهدف إلى إعداد المخترع الذي يتحدى المستقبل بكل ما لديه من مهارات وإمكانات ليشارك بها في صنع مستقبل بلاده، والقائد الفذ الذي يتطلع لغد أفضل يشارك بتحمل المسؤولية بجدارة تجاه نفسه ومجتمعه، وصاحب المشروع الذي يتخذ منه طريقاً للبناء والتعمير، والباحث عن مستقبله الساعي إليه سعياً حثيثاً ليختار وظيفته التي تلبي حاجاته ويحقق من خلالها أهدافه. وتحدثت العفالق عن هذه المسارات بداية من مسار جائزة الشيخ حسن العفالق للمخترعين، الذي يهدف إلى إعداد جيل من المخترعين، من خلال تنمية الابتكار العلمي لطلبة وطالبات المرحلتين الثانوية والمتوسطة، ونشر ثقافة الاختراع والابتكار في المجتمع الأحسائي وإبراز دورها في التنمية، مبينة أن هذا المسار نجح خلال العامين المنصرمين في جذب ما يزيد عن 375 طالبا وطالبة، و140 اختراعا، وعمل منافسة جيدة بين أربعين مدرسة ً مشاركةً، وتتنوع الجوائز ما بين سيارات ومنح دراسية، ومبالغ مالية تصل حتى خمسين ألف ريال، وأجهزة حاسب آلي، وتشير العفالق إلى أن هذا المسار يتضمن فعاليات مختلفة منها المحاضرات والبرامج التدريبية، بالإضافة إلى العمل على إيجاد البيئة الواقعية للتدريب، مبينة أن من أهم الاختراعات التي قدمت، اختراع مظلة الحاج، وهي عبارة عن خلية ضوئية لتشغيل الضوء ومروحة وشحن جوال، وقد حصلت الطالبة صاحبة الاختراع على سيارة جائزة لاختراعها. وأكدت العفالق أن من أهم المسارات مسار القادة، كونه يهدف إلى صناعة جيل قادر على تحمل المسؤولية واتخاذ القرار، من خلال تنمية المهارات الشخصية ومهارات التخطيط للطلاب والطالبات المختارين، ونشر ثقافة القيادة بينهم، مع وضع القياديين منهم في محكات تربوية وواقعية، وتفعيل دور القيادات المجتمعية في صقل قدرات قيادة الطلاب، حيث نجح هذا المسار في إعداد 56 طالبا وطالبة للقيادة خلال العامين الماضيين، بالإضافة إلى 55 قائدا وقائدة لهذا العام، ويهتم هذا المسار بعقد عدد من الدورات والورش، بالإضافة للقاءات الميدانية مع شخصيات القيادات العامة في عدة مجالات، كالصناعة والتجارة والتعليم وغيره، ومن أبرز المهام التي أنجزها المسار زيارة مستشفى الولادة، وتنظيم يوم الصحة العالمي، وقيادة برنامج “أنا موجود” الذي تتبلور فكرته في إعداد وتنظيم خطة العمل لأصحاب المشروعات الصغيرة ضمن مسار المشروعات الصغيرة. وتبين العفالق حول المشروعات الصغيرة بأن هذا المسار هو طريق جديد لبناء الفكر الإنتاجي لمجتمعنا، من خلال تشجيع الطالب والطالبة على القيام بمشروعات صغيرة، مع السعي أن يكون الطالب منتجا لا مستهلكا بمساعدته في امتلاك المهارات الأساسية لإطلاق مشروعه الصغير من خلال البرنامج التدريبي “المستثمر الصغير”، وقد نجح هذا المسار خلال العامين الماضيين في تقديم ثلاثين مشروعا ناجحا كان على رأسها مشروع تصميم العبايات، ومشروع لتصميم الأزياء. و توضح العفالق أن مسار حرفتي يعد من أبرز المسارات المهمة في “إنجاز” وتدعمه الهيئة العامة للسياحة وجمعية الثقافة والفنون، والهدف من المسار تعزيز مكانة الحرف وتطويرها، وترسيخ مفهوم الحرف اليدوية والتقليدية لدى الطلاب، ومن أبرز الحرف التي يتم الاهتمام بها، أعمال الخزف، والخوصيات، والفخار، والنسيج، وتصميم المجوهرات بالتعاون مع “غسان للمجوهرات”، والعبايات، والعطور “محلات أكوافيز”، وتنسيق الورود، وبرنامج تدريبي لتصميم الأزياء بالتعاون مع “مهاوي للأزياء”. وسعت المدرسة إلى تعليم الطالبات لغة الصم والبكم لتنظيم برامج بين المدرسة وجمعية المعاقين، بالإضافة إلى عمل دورات في الإسعافات الأولية، ومحاضرات عن مكافحة التدخين، وعمل زيارة لمستشفى الشيخ حسن العفالق للحالات المستدامة، ومستشفى الملك فهد؛ لتوزيع هدايا وورود على المرضى المنومين والممرضات، كما قام الطلاب برعاية أمين الأحساء بزرع ثلاثمائة شتلة في ميادين الأحساء، وزرعت الطالبات شتلات داخل حدائق المدرسة لترسيخ مبدأ “من زرع الورد لا يدوسه”.