قبيل ساعات قليلة فقط من افتتاح ملتقى حاتم الطائي الثاني، يخيل لمن يتجوّل في شوارع مدينة حائل التي اغتسلت بالأمطار خلال اليومين الماضيين، أن المدينة كلها تعيش على وقع المهرجان الذي يفتتحه أمير المنطقة الأمير سعود بن عبدالمحسن مساء غد الأربعاء. فلا يكاد يخلو شارع، حتى الفرعية منها، من لوحة أو دعوة أو إعلان عن الملتقى. لكن ليس هذا هو المشهد كاملاً، فهناك كثير، بالطبع، ممن يجهلون إقامة هذا الملتقى، إضافة إلى مجموعة أخرى تناهض إقامته، لأسباب مختلفة. وأبدى رئيس النادي الأدبي بحائل الذي ينظم الملتقى للمرة الثانية الدكتور نايف المهيلب سعادته بإقامة الملتقى في رحاب النادي الأدبي، قال ل«الشرق» إن المهرجان سيتضمن ملتقى دولياً بعنوان «حائل في عيون الرحالة» يشارك فيه عديد من القامات التاريخية والتراثية من دول عربية وأجنبية بغية تسليط الضوء على هذا الإرث الكبير في المنطقة. وبيّن المهيلب أن الملتقى سيضم عديداً من الفعاليات المصاحبة لهذه الفعاليات منها إعداد معرض للرسوم واللوحات النادرة التي رسمها أولئك الرحالة .. بالإضافة إلى معرض كتاب مختص بالرحالة وأدب الرحلات. ولا يكاد يمر شهر واحد من دون أن تشهد إحدى المدن السعودية إقامة مهرجان ثقافي تتوزع عناصره مابين الأدبي والثقافي، وتدور عجلة المهرجانات الثقافية هذه المرة في حائل وسط تفاؤل المسؤولين في النادي في أن يشكل الملتقى إضافة نوعية للمشهد المحلي، حسبما يرى نائب رئيس النادي رشيد الصقري . ويأمل الصقري في أن تقدم أوراق العمل المقدمة مايمكن أن يثري النقاش والدراسة في موضوع الملتقى المخصص لموضوع واحد هو حائل في عيون الرحالة. وكشف ل«الشرق» رئيس اللجنة الإعلامية للملتقى فهد التميمي أن جلسات الملتقى سوف تنطلق صباح يوم الخميس بمناقشة عدة محاور من أبرزها» حائل في كتابات الرحالة الغربيين»، حائل في كتابات الرحالة العرب والمسلمين، تراث حائل في كتابات الرحالة، دوافع كتابات الرحالة، الملامح الجغرافية والأثرية لمنطقة حائل في كتابات الرحالة، الملامح الثقافية والدينية والصحية والعمرانية في كتابات الرحالة، والحياة الاجتماعية والاقتصادية في كتابات الرحالة. ويشارك في الجلسات مجموعة كبيرة من الباحثين والأكاديميين من المملكة والدول العربية والغربية، ومن أبرز الأسماء المشاركة بأوراق العمل : كاي أورنبيري وباتريسيا بيرغ، صالح السنيدي، أوفه بفلمان، عبدالله العسكر، سليمان العطني، رسول جعفريان، هويدا محمد عزت، عبدالله الشمري، عبدالله المطوع، محمد خير البقاعي، عبدالله حامد، محمد المشوح، سهيل صابان، تانيا كاريينا سو، بيتر هارغن، وسليمان الذييب. وعلى الرغم من حالة عدم الاكتراث بالملتقى التي يبديها عدد غير قليل من أفراد الوسط الثقافي هنا، إلا أن ثمة أصواتاً بدت جهورية وشجاعة وهي تعلن موقفاً رافضاً للملتقى، ومن أقوى هذه الأصوات التي دوت في مختلف الوسائط الإلكترونية على شبكة الإنترنت، يبرز المفكر والباحث عمر فوزان الفوزان الذي يقول إن «المهرجانات الثقافية التي لاتتواكب مع الحداثة هي فقط استنزاف لموارد المؤسسات الثقافية وفق مصالح فردية» معتبرا أن «الملتقيات الثقافية التي تهتم بالأصالة على حساب المعاصرة هي أداة لتأصيل الجمود الثقافي للحداثة»، دون أن ينسى أن يقول ، أو يطالب : «مللنا من مهرجانات ثقافية باسم الجاهلية، هل من مهرجانات باسم المعاصرة؟».