قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أمس الأحد، إن إسرائيل لن تتفاوض مع حكومة التوافق الوطني الفلسطينية إلا إذا اعترفت حماس بإسرائيل. واعتبر نتانياهو أن أفضل خطوة لإعادة مفاوضات السلام إلى مسارها هو أن ينبذ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حماس «التي تدعو إلى تدمير دولة إسرائيل». وصرَّح رئيس الوزراء الإسرائيلي «إما أن تتخلى حماس عن مبدأ تدمير إسرائيل وتتبنى السلام وتتخلى عن العنف، أو ينبذها عباس». وتابع «إذا حدث واحد من هذين الأمرين، يمكننا أن نعود إلى مفاوضات السلام، وآمل أن ينبذ عباس حماس ويعود إلى طاولة المحادثات.. الكرة في ملعبه». وأعلن نتانياهو تعليق محادثات السلام المتعثرة مع الفلسطينيين الأسبوع الماضي بعد أن اتفقت حركتا فتح وحماس على تشكيل حكومة وحدة وطنية. من جانبه، وصف الرئيس الفلسطيني في تصريحات نُشِرَت أمس محرقة النازي بأنها «أبشع جريمة» في حق البشرية في العصر الحديث، فيما يبدو أنه مسعى لبناء جسور مع إسرائيل بعد أيام من انهيار محادثات السلام المتعثرة. وأدان عباس (أبو مازن) المحرقة خلال الحرب العالمية الثانية ورفض مزاعم أطُلقِتَ بسبب كتاب ألَّفه عام 1983 بأنه ينفي حدوثها. لكن توقيت نشر أحدث تصريحاته منحها مزيداً من الأهمية، إذ جاءت بعد يوم من تلميحه بأنه لا يزال ملتزماً بمحادثات السلام، وقوله إن أي حكومة وحدة فلسطينية تتشكل في المستقبل ستعترف بإسرائيل. وتزامنت الرسالة التي نُشِرَت باللغتين العربية والإنجليزية مع إحياء إسرائيل الذكرى السنوية للمحرقة، وشملت تعبيراً عن التعاطف مع أهالي الضحايا. ولم يبدِ زعماء إسرائيل أمس اهتماماً يُذكَر بالتجاوب مع ما يبدو أنها بادرة سلام من عباس. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) بأن عباس أدلى بهذه التصريحات أثناء اجتماع مع حاخام أمريكي خلال الأيام القليلة الماضية. وقال عباس خلال اجتماع مع رئيس مؤسسة التفاهم العرقي، الحاخام الأمريكي مارك شناير، إن «ما حدث لليهود في الهولوكوست هو أبشع جريمة عرفتها البشرية في العصر الحديث».