أعلنت شركة جدة الاقتصادية، المالك والمطور لمشروع برج المملكة ومدينة المملكة في منطقة أبحر شمال جدة، عن الانتهاء من أعمال الأساسات العميقة والقاعدة الخرسانية العملاقة لمشروع برج المملكة الذي يعد الأعلى في العالم بارتفاع يزيد عن 1000 متر، ويتم تشييده على مساحة تبلغ 85,000 متر مربع، بتكلفة إجمالية تتجاوز 1,5 بليون دولار. وتعتبر أعمال الأساسات العميقة التي استغرقت 12 شهراً من أهم وأصعب مراحل المشروع. وقد حققت الشركة من خلالها العديد من الأرقام العالمية الجديدة، إذ شهدت قواعد البرج استخدام أحدث التقنيات في عالم أساسات الأبراج شاهقة الإرتفاع، حيث تم تثبيت 270 عامود أساس تحت الأرض وصل عمق 72 منها إلى 105م وبقطر يتراوح بين 1,5 و 1,8م، أما القاعدة الخرسانية فتعتبر إحدى أضخم المنشآت الخرسانية المسلحة في العالم كقطعة واحدة تتراوح سماكتها من 4,5 إلى 5 متر. وقد زودت هذه الأعمدة والقاعدة الخرسانية بأحدث تقنيات مقاومة الصدأ لحديد التسليح داخلها باستخدام نظام تيار كهربائي مستمر يعرف باسم (الحماية الكاثودية)، كما تم زرع مجسات إلكترونية دقيقة لمتابعة تغييرات التربة، والرصد الدائم لأدق التغييرات البيئية حول الأساسات، بالإضافة إلى نظام التأريض ومقاومة الصواعق. وقد أوضح الرئيس التنفيذي لشركة جدة الاقتصادية الأستاذ منيب حمّود، "أن العمل على مشروع برج المملكة قد وصل الآن إلى فوق مستوى سطح الأرض، إذ أن أعمال التشييد من الآن فصاعداً ستسير بوتيرة متسارعة وفقاً لأعلى معايير التشغيل المتبعة عالمياً، وباستخدام أفضل تقنيات البناء التي يستخدم بعضها لأول مرة في العالم في عدة مجالات، وقد وصفت بأعلى درجات الصلابة المتوفرة عالمياً في الاسمنت والتي بلغت 85Mpa . أما حديد التسليح فهو من الدرجة 60 ووصلت أقطاره إلى 40 ملليمتر ودرجة مقاومة 520 ميجا باسكال. وسيتم تجهيز 8 طوابق بالكامل موزعة على طول المبنى كطوابق إخلاء مزدوجة الارتفاع ومقاومة للحريق، وهذه التجهيزات تفوق المعدلات المطلوبة عالمياً أو المتوفرة في أي مبنى آخر على وجه الأرض. وسيضم البرج 58 مصعداً عالي السرعة، إلى جانب أسرع المصاعد المزدوجة في العالم (تتكون من عربتين متصلتين رأسياً) تتحرك بسرعة 12 متر/ثانية، إلى غير ذلك من المميزات والخدمات التي ستجعل برج المملكة معلماً عالمياً مميزاً يضاف إلى ما تفخر به المملكة العربية السعودية وشعبها من معالم حضارية فريدة". وأكد حمّود أن "الاقتصاد السعودي يملك العديد من المقومات التي تجعله مستقطباً فعّالاً للاستثمارات المحلية والإقليمية والعالمية، وسنعمل على توظيف هذه الميزة ليكون مشروع مدينة المملكة مساهماً رئيسياً في دعم مكانة جدة كوجهة مفضلة للمستثمرين، وتوفير مستقبل مشرقٍ للأجيال القادمة من الشباب السعودي عبر توليد فرص العمل، والإسهام بفعالية في الاستجابة للطلب المتنامي على المساكن". يضم برج المملكة 170 طابقاً، ستخصص 7 منها لفندق فور سيزنز (200 غرفة) ذو الخمس نجوم، و 11 طابقاً تضم 121 شقة فندقية يخدمها فندق الفور سيزونز، و7 طوابق للمكاتب، أما بقية الطوابق الواحد والستون فستحتضن 318 وحدة سكنية متنوعة المستويات تراعي احتياجات عدة شرائح من المجتمع، ونوادي رياضية وقاعات متعددة الاستخدام، بالإضافة إلى الطوابق الثلاث العلوية التي ستكون معلماً سياحياً ثقافياً وترفيهياً على علو 660م تتضمن منصة خارجية هي الأعلى في العالم، ستزود بقاعدة زجاجية تتيح لزوارها منظوراً فريداً لا مثيل له في أي مكان على وجه الأرض. وقد صمم المخطط التوجيهي لمشروع مدينة المملكة ليوفر بيئة متكاملة متعددة الاستخدامات تزخر بأسلوب حياة عصري تمتد على مساحة 5,3 مليون متر مربع، تدعمها بنية تحتية وفوقية متقدمة وشاملة، لتكون الوسط النابض لشمال مدينة جدة، وتؤكد مكانتها على خارطة العالم الاقتصادية والسياحية، وتنافس مثيلاتها من المدن السياحية الحديثة الكبرى كدبي وبيروت وغيرها. الهدف الرئيسي من تطوير هذه المدينة هو توفير بيئة عمل وسكن وترفيه وحياة اجتماعية فريدة تتيح للقاطنين والمستخدمين أعلى المستويات الخدمية التي يتطلع إليها الجيل السعودي الصاعد، وتكون محطة أساسية لزوار المدينة في مجالات الأعمال والتجارة والترفيه والثقافة والطب والتعليم، ومحدداً لنوعية التطوير العقاري والعمراني المستقبلي. واختتم منيب بالتعريف عن الشركة المالكة للمشروع العملاق "أما شركة جدة الاقتصادية، فهي شركة محدودة المسؤولية، تأسست عام 2009م، نتيجة شراكة استراتيجية بين شركة المملكة القابضة برئاسة سمو الأمير الوليد بين طلال، وشركة أبرار العالمية القابضة ممثلة بالأستاذ سموأل بخش، وشركة قلاع جدة ممثلة بالمهندس عبد الرحمن حسن الشربتلي، ومجموعة بن لادن السعودية ممثلة بالأستاذ صالح بن لادن، ويتجاوز رأسمال شركة جدة الاقتصادية 8,7 مليار ريال سعودي".