كشف نائب رئيس الغرفة التجارية في أبها، محمد العامر، عن إنشاء مصنعين؛ أحدهما للأدوية والآخر للجلود، في عسير، وقال في حوار ل»الشرق»، إن منطقة عسير تعد الأفضل صناعياً؛ إذ إن أجواءها تساعد على التخزين، ومبانيها تعمر طويلاً، موضحاً أنها ستتحول إلى مدينة صناعية بعد الانتهاء من مشروعات المدينتين الصناعيتين الأولى والثانية. وألقى باللائمة على بيئة التعليم الأهلي في عسير، ورأى أنها كانت وراء هروب الخبراء والشركات الأجنبية؛ نظراً لعدم وجود مدارس راقية. ولفت العامر إلى أنهم يسعون في اتخاذ خطوات جادة لسد هذا النقص، مفيداً أن هناك أزمة ثقافة لدى رجال الأعمال في المنطقة. وألمح إلى أن عدداً من الإدارات الحكومية لم تعرف حتى الآن دور الغرفة التجارية. وأفصح العامر عن تأسيس مشروعين جديدين؛ هما مصنع للأدوية وآخر للجلود، بالإضافة إلى مصنع للحديد يجري تأسيسه حالياً في المنطقة الصناعية الأولى في خميس مشيط، لافتاً إلى أن الغرفة تتبنى وجود مواقع لهذه المشروعات. تطور صناعي * ما أبرز المشروعات الجديدة في المنطقة، التي ستشكل نقلة نوعية في التجارة والصناعة؟ هناك مشروعان؛ أحدهما يختص بمصنع كبير للأدوية، ومصنع آخر للجلود، ونحن حالياً في طور البحث عن المواقع، وتسلمت الغرفة ملفات المشروعات، علماً بأن هناك مصنعاً كبيراً للحديد في المدينة الصناعية، وهو تحت التأسيس حالياً، بقيمة وصلت إلى نصف مليار ريال، وخلال أربع أو خمس سنوات ستشهد المنطقة تطوراً صناعياً كبيراً قياساً بالمشروعات المقامة تحت الإنشاء حالياً، التي ستقام مستقبلاً، وهناك مشروعات كثيرة قائمة حالياً من مصانع البلاط والإسفنج والزجاج، والمدينة الصناعية التي تنشأ حالياً سيكون فيها إدارة وبنية تحتية وفّرتها هيئة المدن الصناعية. بيئة خصبة * عسير منطقة تشتهر بالسياحة، فماذا عن مقوماتها الصناعية؟ عسير من أفضل المدن صناعياً، والدليل أنها مدينة ناجحة صناعياً، وبيئة المنطقة تساعد على التخزين، والمباني معمرة، ونحن نتطلع إلى توفير جميع المقومات التي تجعل من عسير ناجحة وبيئة خصبة للاستثمار السياحي. * وما معوقات الاستثمار من وجهة نظرك؟ هناك مشروعان كبيران حالياً في عسير، لكنهما متوقفان، ولو عرفنا السبب لحل اللغز، نحن نعاني في المملكة عموماً من بيروقراطية في الأعمال الخاصة بتنفيذ مشروع؛ إذ إن هناك أموراً روتينية في هذا الجانب، ولو أقام صاحب أحد المشروعات في دولة مثل أمريكا ستوفر له التسهيلات والمزايا، ولكن الأمر مختلف قليلاً. بيئة المدارس * لماذا يهرب الخبراء والشركات العالمية والاستثمار الأجنبي من عسير؟ هناك سبب رئيس في هذا الجانب، ونحن حالياً نسعى لعلاجه، ويتمثل في بيئة المدارس الأهلية، فلا توجد لدينا في عسير مدارس راقية لتعليم عائلات الخبراء والعاملين الذين سيوجدون بأسرهم في المنطقة؛ لذا نسعى مع وزارة التربية والتعليم في حل هذه الإشكالية التي تقف عائقاً أمام الاستثمار ووجود الخبراء، حتى الأطباء تعيقهم هذه الخطوة، ونتطلع لاستثمار تعليمي في المنطقة يوفّر هذه المدارس الكبرى، ومن ثم يدخل الاستثمار إلى المنطقة من هذا الجانب. لجان غير فاعلة * لجان الغرفة لديكم غير فاعلة، هل هنالك توجه لتغييرها أو إعادة هيكلة رؤسائها؟ هنالك لجان فاعلة وأخرى أعترف أنها غير فاعلة، ومن حق رئيس الغرفة أن يعيد تشكيل اللجان، الآن لدينا إعادة تشكيل لجان، وتغيير رؤساء لجان، ودمج لجان، فالشخص غير الفعال ليس له مكان نهائياً في تلك اللجان، هناك أنشطة لكل لجنة تختص بدراسة مشكلات وعوائق اللجنة مع الإدارات والجهات ذات العلاقة، المشكلة أن بعض الأعضاء أو الرؤساء لا يحضر الاجتماعات، ومن اللجان الفاعلة لجنة المقاولين والنقل والسيارات واللجنة السياحية والصحية، رغم أنها تراجعت في الفترة الأخيرة. * هناك هروب من رجال الأعمال للاستثمار في المناطق الأخرى، ما الأسباب؟ هناك هروب لرجال الأعمال من عسير إلى خارج المملكة؛ لوجود عوائق تتعلق بالاستثمار. تجارب جيدة .. ولكن * وما عوائق عملكم اليومي في الغرفة مع الإدارات الحكومية؟ للحق، لنا تجارب جيدة مع الإدارات الحكومية في إنجاز أعمال الغرفة، فالكل متجاوب معنا إلى أبعد الحدود؛ لأن هناك ثقافة عززها سمو أمير المنطقة بين جميع الإدارات، ولم نواجه أي صعوبة مع أي إدارة حكومية في هذا الجانب، أما فيما يخص المنتسبين فإن لهم عوائق وتعقيدات كمنتسبين، وليسوا كغرفة لها أعمالها وارتباطاتها مع الإدارات الحكومية الأخرى في المنطقة، والتعقيد فيما يخص الأفراد مشكلة على مستوى المملكة، نحن نعاني من الموظفين، فموظف القطاع الخاص ينجز لك معاملة سريعة، ويتخذ قراراً، ليس كموظف حكومي يقول لك «راجعنا بعد أسبوع»، وهنا تكمن المشكلة. * هل هناك عوائق تختص بإدارات أخرى فيما يتعلق بخطط الغرفة؟ هناك إشكالية تتعلق بأن بعض الإدارات لم تفهم دور الغرفة حتى الآن ما هو تحديداً، ولو تعاونوا معنا سنتقدم بالمنطقة إلى الأمام. أزمة وعي * كيف تقيّم تواصل رجال الأعمال في المنطقة مع الغرفة التجارية؟ غير جيد، والسبب يعود إلى حكم مسبق ودراية وفكر؛ لذلك هناك أزمة ثقافة ووعي بدور الغرفة، بعض رجال الأعمال لا يناقشوننا حتى في الميزانية. * ما دور الغرفة في الشأن الاجتماعي والخدمات التي تحتاجها الجهات الأخرى؟ غرفة أبها الوحيدة في المملكة التي توظف 50% من جهدها في الخدمات الاجتماعية والرسمية، نحن نشارك في كل الأنشطة في المنطقة، وندعم الكثير من الفعاليات، سواء كانت سياحية أو اجتماعية أو تجارية. * لديكم فروع في المحافظات، ما دورها؟ هل هي فاعلة أم أنها تحتاج الى إعادة نظر؟ جميع محافظات المنطقة مغطاة بفروع، ولها إدارات، وهي على تواصل معنا، وتدعم الأنشطة السياحية والفعاليات في تلك المحافظات، ولعل آخرها مهرجان العسل، والمهرجان الشتوي في محائل عسير. محمد العامر