استقبل الفلسطينيون أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون بسيل من الأحذية والحجارة انهالت على موكبه؛ تعبيراً عن غضبهم من عدم اكتراثه بهم أو حتى التفكير في الاستماع لمطالبهم. المشهد الذي لم يتوقعه المسؤول الدولي كان يحمل رسالة غضب من الفلسطينيين الذين عانوا من كيل الأممالمتحدة بمكيالين، عندما يتعلق الأمر بالمفاضلة بين المصالح الفلسطينية والإسرائيلية. «الشرق» شهدت الاستقبال والتقت صابر أبوكرش مدير جمعية واعد للأسرى، الذي أكد ل»الشرق» أنه كانت هناك مساعٍ منذ يومين من ممثلي أهالي الأسرى لترتيب لقاء بينهم وبين بان كي مون بهدف شرح معاناتهم ومعاناة أبنائهم، حيث أنهم لم يزوروا أبناءهم منذ حصار غزة، لكن هذا الطلب قوبل بالرفض بحجة أنه ليس لديه وقت، على الرغم من أنه التقى في زيارة سابقة بنوعام شاليط والد الجندي الإسرائيلي الذي كان أسيراً في غزة، ما أثار حفيظة الأهالي. وأضاف «بالأمس زار مون الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، ومنطقة أشكول في الأراضي المحتلة عام 48 وفي صبيحة اليوم قدم إلى غزة، بينما نظم ذوو الأسرى وقفة احتجاجية عند معبر بيت حانون، رفعوا خلالها لافتات تقول له: كفاك انحيازاً لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وطالبوه بأن ينهي معاناة أبنائهم الذين يموتون في سجون الاحتلال الإسرائيلي». وأشار أبوكرش إلى أن ذوي الأسرى يطالبون بأن يحترم مون مشاعرهم الإنسانية، وأن يضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء معاناة أكثر من سبعمائة مريض أسير في سجونها.بدوره قال أبورامي دردونة، والد أحد الأسرى «عندما أتى هذا المجرم الظالم إلى غزة قبل عامين تحدث أن أسر شاليط كان جريمة حرب، وتناسى سبعة آلاف أسير وأسيرة يعانون الأمرين في سجون الاحتلال الصهيوني، ولم يتحدث عنهم».وقال «رسالتنا بالأحذية وصلت؛ لأنه تجاهل اللافتات ولم يستمع لنا، هناك نساء غاضبات جداً، لم يزرن أبناءهن منذ 12 عاماً، وأنا لم أتمكن من توصيل ملابس الشتاء لابني في سجون الاحتلال في هذا البرد القارس. نحن حملنا لافتات ووضعناها أمام السيارات حتى يقرأها، لكنه تجاهل كل شيء».وتضامناً مع أهالي الأسرى اعتذر عدد كبير من الشخصيات الاعتبارية ونواب من المجلس التشريعي ومديري مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان في قطاع غزة، عن لقاء كان من المفترض أن يجمعهم ب»بان كي مون»، معدّين أن رفضه لقاء ذوي الأسرى الفلسطينيين يعدّ تجاوزاً للحياد الذي من المفترض أن تكون عليه المنظمة الدولية ومسؤوليها.