يبدو المنتخبان الغاني والعاجي الأقرب إلى الظفر بلقب النسخة الثامنة والعشرين من نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم المقامة في الجابون وغينيا الاستوائية، على ضوء نتائجهما في الدور الأول الذي أسدل عليه الستار الأربعاء. وباستثناء المفاجآت التي على كثرتها في النسخة الحالية أبرزها الخروج المبكر للمغرب والسنغال وغينيا وبوركينا فاسو والتأهل التاريخي لغينيا الاستوائية إلى ربع النهائي في أول مشاركة لها في العرس القاري، فإن الكأس الغالية لن تفلت من منتخبي «النجوم السوداء» و»الفيلة» المرشحين لخوض المباراة النهائية على ملعب الصداقة الصينية – الجابونية في ليبرفيل في 12 فبراير الحالي، في إعادة للنهائي التاريخي بينهما عام 1992 في السنغال، عندما فازت ساحل العاج (11-10) بركلات الترجيح الماراثونية (24 ركلة). ورغم عروضهما غير المقنعة، فقد أكد المنتخبان الغاني والعاجي الترشيحات التي صبت في صالحهما قبل انطلاق البطولة، التي رفعت أسهمهما في معانقة اللقب القاري في ظل النجوم التي تضمها صفوفهما وخبرتهما الدولية والاستقرار الفني اللذين ينعمان بهما بالإضافة إلى غياب منتخبات مصر المتوجة بالنسخ الثلاث الأخيرة ونيجيريا بطلة عامي 1980 و1994، وجنوب إفريقيا بطلة عام 1996، والجزائر بطلة عام 1990. حصدت ساحل العاج العلامة الكاملة في المجموعة الثانية بتغلبها على السودان بهدف وبوركينا فاسو بهدفين نظيفين وأنجولا بالنتيجة ذاتها، محققة فوزها التاسع على التوالي بعد العلامة الكاملة في المباريات الست في التصفيات. وتصدرت غانا بدورها المجموعة الرابعة لكن بانتصارين على بوتسوانا بهدف ومالي بهدفين نظيفين، وتعادل مع غينيا 1-1. وخلف الدور الأول تأهل ثماني منتخبات، أربعة منها سبق لها تذوق طعم التتويج، وهي: غانا (أربع مرات) وساحل العاج (مرة واحدة)، تونس والسودان (مرة واحدة لكل منهما)، ومنتخبان وصيفان هما زامبيا (1974) ومالي (1972)، فيما تخوض الجابون المضيفة ربع النهائي للمرة الثانية بعد الأولى عام 1996، وشريكتها غينيا الاستوائية للمرة الأولى في تاريخها. وازدادت حظوظ ساحل العاج وغانا الساعيين إلى فك صيام عن اللقب لمدة عشرين وثلاثين عاماً على التوالي، بخروج ثلاثة منتخبات منافسة من العيار الثقيل هي السنغال التي ودعت بثلاث هزائم متتالية بعدما ضربت بقوة في التصفيات وحرمت الكاميرون من الوجود في الجابون وغينيا الاستوائية، والمغرب الذي خيب التوقعات ومُني بخسارتين متتاليتين أخرجته مبكراً من المنافسة، وغينيا التي كانت أفضل المنتخبات في النسخة الحالية بالنظر إلى عروضها الهجومية في المباريات الثلاث التي خاضتها أمام مالي وبوتسوانا وغانا بيد أن ذلك لم يشفع لها وهي التي حرمت نيجيريا من التأهل إلى النهائيات. وستشكل منتخبات تونس وزامبيا والجابون والسودان العقبة الأولى أمام غانا وساحل العاج، وذلك لاعتبارات عدة. فنسور قرطاج حجزوا بطاقتهم في صمت بفوزين ثمينين على المغرب والنيجر بنتيجة واحدة 2-1 قبل أن يبدعوا أمام الجابون المضيفة في الثالثة وكانوا الأقرب إلى الفوز (صفر-1) بالنظر إلى سيطرتهم الميدانية بتشكيلة رديفة طيلة مجريات المباراة. من جهتها، كشرت زامبيا عن أنيابها منذ المباراة الأولى وكانت أحد الأسباب التي أدت إلى خروج السنغال بالفوز عليها 2-1 في الجولة الأولى، كما أنها أوقفت طفرة غينيا الاستوائية في المباراة الثالثة بالفوز عليها بهدف. أما الجابون المدعمة بجماهيرها الغفيرة على ملعب الصداقة الصينية الجابونية، فحققت بدورها العلامة الكاملة في المجموعة الثالثة، وحققت ما عجزت عنه في النسخة الأخيرة، عندما خرجت من الدور الأول بفارق المواجهات المباشرة خلف الكاميرون وزامبيا. أما السودان، فلم يكن أي أحد يتوقع تخطيه الدور الأول، لكنه خالف التوقعات وحجز بطاقته إلى الدور ربع النهائي ليتخطى الدور الأول للمرة الأولى منذ تتويجه باللقب عام 1970 على أرضه. وفاجأ السودان الجميع بعرضه الرائع أمام ساحل العاج وأحرجها خصوصاً في الشوط الثاني، وكان بإمكانه الخروج فائزاً أو متعادلاً على الأقل. ويبدو أن مغامرة غينيا الاستوائية ستتوقف السبت المقبل في ربع النهائي لأنها ستلاقي ساحل العاج الساعية إلى فك العقدة التي لازمتها في النهائيات القارية في النسخ الثلاث الأخيرة. وحظيت غانا، بخصم من العيار الثقيل في ربع النهائي سيكون بمثابة اختبار حقيقي لها ويتمثل في المنتخب التونسي. وتصطدم الجابون في ربع النهائي بمالي ومدربها السابق الفرنسي آلان جيريس.