احتشد أكثر من 65 ألف شخص في موسكو أمس الجمعة في حفل نُظِّمَ تأييداً لدعم سكان القرم، بحسب ما أعلنت الشرطة الروسية. والقرم شبه جزيرة أوكرانية طالبت سلطاتها بالانضمام إلى روسيا. وحمل المتظاهرون، على بعد خطوات من الكرملين، الأعلام الروسية ولافتات كُتِبَ عليها «القرم أرض روسية» و»القرم نحن معك» في حفل افتتحه المغني الروسي أوليغ غازمانوف عبر تأدية أغنية وطنية بعنوان «ضباط». في سياقٍ متصل، اعتبرت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي أمس أن برلمان القرم من حقه إجراء استفتاء لتحديد وضع المنطقة في المستقبل. وقال برلمان شبه جزيرة القرم الواقعة في جنوبأوكرانيا أمس الأول، الخميس، إنه سيُجري استفتاء حول الانضمام إلى روسيا في 16 مارس الجاري. وقالت رئيسة مجلس الاتحاد، وهو المجلس الأعلى في البرلمان الروسي، فالنتينا ميتفينكو «علمنا بالقرار التاريخي الذي اتخذه برلمان القرم لإجراء استفتاء على الانضمام إلى روسيا الاتحادية، ودون أدنى شك هذا من حق برلمان القرم بوصفه السلطة الشرعية.. الحق السيادي للشعب في تحديد مستقبله». بدورها، اتهمت الخارجية الروسية الاتحاد الأوروبي بانتهاج «موقف غير بنَّاء على الإطلاق» بتجميده محادثات بشأن تخفيف القيود على التأشيرات التي تعقِّد السفر بين روسيا والدول الأوروبية بسبب الأزمة في أوكرانيا. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيانٍ لها بشأن الإجراءات التي تم التوصل إليها في قمة طارئة للاتحاد الأوروبي الخميس «روسيا لن تقبل لغة العقوبات والتهديدات» وسترد إذا فُرِضَت عقوبات. وللمرة الثانية في غضون يومين، مُنِعَ المراقبون العسكريون لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا من دخول شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها القوات الروسية. فقرب قرية تشونغار، إحدى نقطتي الوصول الممكنتين إلى شبه الجزيرة، منع عشرة رجال مسلحين لم تُعرَف هوياتهم على حاجز أقاموه، الحافلتين اللتين كانتا تنقلان أربعين مراقباً وتسير وراءهما نحو خمسين سيارة مدنية أوكرانية، من المرور. وقال أحد المراقبين طالباً التكتم على هويته «سنحاول التفاوض مع هؤلاء الأشخاص، سنحاول بكل بساطة دخول القرم بصفتنا مدعوِّين من الحكومة الأوكرانية وبتفويض من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا». ووقف عدد من الرجال المسلحين الذين يرتدون ثياباً عسكرية مرقّطة وأقنعة ويحملون بنادق قتالية أمام الحافلتين قرب حاجز أقاموه من كتل إسمنت وُضِعَت بشكل متعرج. وترافق الحافلتين حوالي خمسين سيارة يقودها أنصار للسلطات في كييف الذين وقفوا خلفهم وهم يحملون أعلاماً زرقاء وصفراء. ولوحت المتظاهرة لودميلا كوربيك (55 عاماً) بعلم وقالت «لا نريد أن تتقسم أوكرانيا.. ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا قادرة على التفاوض، نريد أن يُتَّخذ القرار بطريقة سلمية». من جانبها، قالت النمسا إن المجلس الأوروبي الذي يراقب حقوق الإنسان في عموم القارة الأوروبية عرض التحقيق في أعمال العنف ومعاملة الأقليات في أوكرانيا في محاولة لتهدئة التوترات المتصاعدة بين كييف وروسيا. وقال وزير خارجية النمسا، سيباستيان كيرتز، الذي يتولى الرئاسة الدورية للمجلس الأوروبي المكون من 47 عضواً، أمس، إنه والأمين العام للمجلس سيزوران العاصمة الأوكرانية كييف يوم الإثنين لعرض خدمات المجلس في الصراع. وتستشهد موسكو بالحاجة لحماية حقوق الأقلية الروسية في أوكرانيا على أنها السبب الرسمي لتدخلها العسكري الذي جعل القوات المؤيدة لروسيا تسيطر على منطقة القرم حيث غالبية السكان من أصل روسي. وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الجمعة، رفضه تحذير الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بشأن تدخل موسكو، وقال إن روسيا لا يمكنها أن تتجاهل نداءات المساعدة من المتحدثين بالروسية في أوكرانيا. وقال كيرتز «نحن نعلم أن السكان من أصل روسي في شبه جزيرة القرم ليسوا أقلية بأي حال، لكنهم رغم ذلك يؤيدون التعايش السلمي في القرم، والمهم طريقة معاملة الناس بعضهم بعضاً في أوكرانيا وكيف تحترم حقوق الإنسان ويتم حماية الأقليات ودعمها». وروسياوأوكرانيا عضوان في المجلس الأوروبي الذي قال كيرتز إن لديه المصداقية والخبرة في دعم حقوق الأقليات. ووُصِفَ إلغاء برلمان أوكرانيا قانوناً يجعل الروسية لغة معترفاً بها في بعض المناطق بأنه «خطأ جسيم».