تمر محافظة رفحاء من ناحية المنشآت الصحية بنقلة نوعية استبشر بها الأهالي، وفرحوا لافتتاح عدد منها. ما يؤدي لتقديم خدمات أفضل انتظروها أعواماً طويلة. لكن هذه الفرحة أفسدتها عدم وجود كوادر صحية وطبية واستشاريين في أغلب التخصصات.. وقدم الأهالي شكرهم لوزارة الصحة مطالبين بإكمال هذه الفرحة بتوفير كوادر بخبرات عالية ليتسنى لهم التمتع بهذه المنجزات الهائلة. وذكر فواز سلطان الشريم أن إنشاء الأبراج والمنشآت الصحية الحديثة يجب أن يقابله توفير واستقطاب كوادر صحية مؤهلة ومميزة، وقال: هذا ما يعاني منه الأهالي لتكتمل فرحة ما يزيد على ال 80 ألف نسمة، التي عانت طوال السنوات الماضية من ضعف كبير في الخدمات الصحية المقدمة. ما أجبر كثير من الأهالي للسفر إلى المناطق الأخرى التي تتوافر فيها المستشفيات الخاصة المتطورة، وكذلك إلى دولة الأردن الشقيقة لمعالجة مرضاهم على حسابهم الخاص ما أوقعهم في حرج مادي كبير، وكثرة الديون المترتبة من هذه المراجعات. وعلق عبدالله سليمان الخضيري أن الكوادر الطبية الحالية ضعيفة جداً ولا ترتقي لمستوى وتطلعات أهالي رفحاء، وإذا بقيت الكوادر القديمة بالمنشآت الطبية الجديدة، فإننا لن نحظى بعلاج مناسب وخدمة جيدة. وقال: نحن نشهد فقط تميزاً في تغيير الموقع أو المبنى، دون الارتقاء بالخدمات الصحية المأمولة التي يطالب بها الأهالي. وأضاف الخضيري: لدينا معاناة كبيرة من عدم وجود اختصاصيين في مجالات مختلفة، ويأتي بين فترة وأخرى اختصاصيون مهرة، لكننا ما نلبث أن نفقدهم ويتم نقلهم إلى محافظات أخرى ومراكز صحية متقدمة، وكأننا لا نستحق هذا التميز. من جهة أخرى، اعترف مدير مستشفى رفحاء عياد المعيلي بوجود نقص في بعض التخصصات الصحية. وقال ل «الشرق» هناك نقص في بعض التخصصات، مثل: الكلى والأوعية الدموية والعناية المركزة، وكذلك اختصاصيو واستشاريو الطوارئ والعناية وهي من أهم الأقسام التي نتمنى أن نوفق في جلب اختصاصي فيها. وأضاف: هناك قلة في بعض التخصصات التي لا يوجد فيها سوى اختصاصي واحد فقط، مثل العيون والقلب والسكر.. وإلى هذه اللحظة لم نجد الاختصاصيين، مشيراً إلى أن هذا النقص يقلل ما نطمح في تقديمه رغم المشاريع الكبيرة، خاصة مع قرب افتتاح مبنى الإسعاف والطوارئ والعناية المركزة. وأكد المعيلي وجود لجنة التعاقد في دولة مصر الشقيقة برئاسة مدير عام الصحة في منطقة الحدود الشمالية الدكتور محمد الهبدان للتعاقد مع أطباء. وهي تحمل كل النواقص من الاختصاصيين والاستشاريين في جميع مستشفيات المنطقة. موضحاً أن بعض الأطباء يرفض العمل بمحافظة رفحاء لعدم وجود مدرسة عالمية، وهي من أكثر أسباب عزوف البعض عن المحافظة. وعدم وجودها سبب في بعض الاستقالات، كما أن رغبة بعض الأطباء وبالذات الاستشاريين بوجود وسائل ترفيه لهم ولعائلاتهم تمنعهم من الموافقة على العمل بالمحافظة. وأضاف: هناك تخصصات فيها ندرة على مستوى المملكة والعالم، خاصة العناية المركزة والطوارئ وهي من أهم الأقسام. وعن المباني، ذكر المعيلي أنها توافرت وأنجزت وعما قريب سوف يتم الانتقال لمبنى الإسعاف والعناية المركزة. وقال: ننتهي هذا الأسبوع من تركيب جهاز الرنين المغناطيسي ثم نبدأ بعد ذلك بمراحل التطوير، التي تشمل تطوير قسم الأشعة حيث سيضم قسم الطوارئ الحالي قسم الأشعة وسوف يتم تركيب أجهزة أشعة، منها جهاز أشعة مقطعية وجهازا أشعة عادية تكون خاصة بقسم الطوارئ. وسوف يتم أيضاً البدء في تطوير قسم المختبر والعلاج الطبيعي وقسم الصيدلية، وهي ستكون بمقر العيادات القديمة. وهذه السنة سوف يتم البدء في إنشاء المبنى الجديد للكلى وهو خلف مبنى العيادات الجديدة، وكذلك مبنى وصالة التعليم الطبي. وقال: نأمل أن يوفقنا الله بوصول الاستشاريين الذين تم التعاقد معهم وألا نواجه مشكلة عدم وجود المدرسة العالمية. مطالباً رجال الأعمال بدور اجتماعي في إنشاء مدرسة عالمية تساعد في جلب الأطباء غير العرب ما يعود بالنفع والخير لجميع الأهالي.