حملت اللجنة الدولية للتحقيق في سوريا النظام السوري ارتكاب جرائم ضد الإنسانية . جاء ذلك في تقرير جديد قدمته اللجنة اليوم إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف ويغطي الفترة من يوليو 2013 إلى يناير 2014 . وأكد التقرير أن أكثر من 250 ألف شخص يخضعون للحصار في سوريا ، ويتعرضون لقصف لا هوادة فيه ، ويحرمون من المساعدات الإنسانية ومن الغذاء والضروريات الأساسية مثل الرعاية الطبية ، ويجبرون على الاختيار بين الاستسلام أو الموت جوعاً . وأشار التقرير إلى أن الحصار يستخدم كأسلوب من أساليب الحرب في سياق انتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان وللقانون الإنساني الدولي . وقال " إن القوات الحكومية السورية والميليشيات الموالية لها ترتكب انتهاكات واسعة النطاق ، وتشن هجمات على المدنيين، مرتكبة بطريقة منهجية جرائم ضد الإنسانية تتمثل في القتل والتعذيب والاغتصاب والاختفاء القسري . وأضاف التقرير " إن القوات النظامية السورية ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم حرب تتمثل في القتل وأخذ الرهائن والتعذيب والاغتصاب والعنف الجنسي وتجنيد الأطفال واستخدامهم في أعمال القتال واستهداف المدنيين من قبل القناصة ، وأنها تجاهلت الحماية الخاصة الواجبة للمستشفيات والعاملين في المجالين الطبي والإنساني والممتلكات الثقافية " . وذكر التقرير أن حلب تعرضت لحملة قصف بالبراميل المتفجرة استهدفت أحياء كاملة وبثت الرعب في صفوف المدنيين . واستخدمت القوات الحكومية أسلحة محرقة تسببت في إصابات مفرطة ومعاناة لا مبرر لها، منتهكة بذلك القانون الدولي الإنساني . وأكد أن القصف الجوي والمدفعي العشوائي والمفرط أدى إلى تشريد تعسفي واسع النطاق ، إلى جانب ما ارتكبته القوات السورية والميليشيات الموالية لها من مجازر . ولفت تقرير اللجنة الدولية الانتباه إلى استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا وعلى وجه التحديد غاز السارين ، في حوادث متعددة خلال النزاع . وطالبت اللجنة الدولية الدول التي لها تأثير على طرفي الأزمة في سوريا أن تعمل على ضمان امتثالهما لقواعد القانون الدولي الإنساني .