تعد مواقع التواصل الاجتماعي سوقاً رابحاً تتنوع فيه السلع المشروعة وغير المشروعة، فكما توجد الإيجابيات هناك السلبيات. وشبكات الدعارة الإلكترونية واحدة من تلك الآفات الاجتماعية عبر الإنترنت. حيث أوضح وكيل قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في جامعة الإمام عبدالمجيد طاش نيازي، أن شبكات الدعارة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعد ظاهرة طبيعية، كون الانحرافات موجودة في كل مجتمع على أنواعها وفي كل زمان ومكان، وضعاف النفوس يحاولون استغلال أي وسيلة لترويج أفكارهم وتحقيق مصالحهم الشخصية. وأكد أن تأثير ذلك يكون على فئات وشرائح معينة من المجتمع، خصوصاً تلك التي لا تمتلك القيم والمهارات الحياتية التي تساعدها على التمييز بين الصحيح والخطأ فتكون عرضة للوقوع في هذا الأمر من خلال تواصلها مع هذه الشبكات. وأكد على أهمية إتمام التربية ومتابعة الأبناء فيما يبحثون عنه في مواقع التواصل الاجتماعي، فلابد من التوجيه والمتابعة والإشراف عليهم لأن مثل هذه الظاهرة لا نستطيع منعها تماماً، ولكن نستطيع تحصين أنفسنا ضدها. قامت «الشرق» باستدراج إحدى اللواتي يملكن صفحة تدعو إلى الرذيلة عبر موقع التواصل الاجتماعي، وتبين من خلال حديثها أن البيانات الموجودة على الصفحة لا تنسب إليها، بل تقوم بالتقاطها من عدة حسابات أخرى تدعو إلى الشيء نفسه. وعلى حسب قولها فإن التسلية التي تتلقاها من خلال التعليقات تلعب الدور الأكبر في استمرار وبقاء الصفحة. فيما أوضح مساعد المتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحمد الجردان، أن للهيئة دوراً كبيراً في متابعة حسابات نشر الفساد والرذيلة على شبكات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، ولديهم في الرئاسة وحدة متخصصة لمكافحة الجرائم المعلوماتية مجهزة بأحدث ما توصلت إليه التقنية، حيث تعمل فيها كوادر سعودية تقنية مؤهلة، تحظى باهتمام وحرص الرئيس العام للهيئة الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، وقد رصدت تلك الوحدة مؤخراً 735 حساباً ينشر الفساد الأخلاقي والرذيلة. وأوضح أن هناك حسابات أيضاً تحوي إساءات وسب للذات الإلهية والرسول (صلى الله عليه وسلم)، وتروج الخمور والفساد. حيث تقوم تلك الوحدة بمتابعة أصحاب وصاحبات تلك الحسابات، مع التواصل المباشر مع فرق الهيئة الميدانية في جميع مناطق المملكة التي تقوم بدورها وفق الأنظمة والتعليمات بالقبض عليهم وإحالتهم إلى الجهات المختصة. وذكرت صاحبة إحدى الحسابات الموجودة عبر موقع التواصل الاجتماعي (تحتفظ «الشرق» باسمها) أنها واجهت عديداً من الإضافات تأتيها من حسابات مشبوهة تحوي صوراً غير أخلاقية وتدعو إلى الرذيلة بشكل علني، وما لفت انتباهها من بين تلك الحسابات فتاة تدعوها إلى ممارسة الرذيلة معها بلا مقابل. موضحة أن هناك عديداً من الحسابات المبتذلة، بعضها مخصص للانحرافات الجنسية وبعضها الآخر يستهدف القصّر. مطالبة بمحاربة هذه الشبكات ومعاقبة أصحابها بشدة فهي جريمة قبل أن تكون انحرافاً جنسياً. فيما تؤكد أخرى أن الحسابات المبتذلة منتشرة على مواقع التواصل على أنواعها، والغريب أن الفتيات يضعن أرقامهن الشخصية للتواصل، متسائلة «من أين يستمددن هذه القوة للدرجة التي تبدد الخوف منهن، وتجعلهن لا يكترثن للعواقب التي قد يواجهنها في حال كُشف أمرهن؟». مشيرة إلى أن لها ابنة مراهقة وأصبحت تخاف عليها بشدة بسبب هذه الحسابات المشبوهة.