كل شيء يُخلق لغاية، خُلقنا كبشر للعبادة وإعمار الأرض، وكبشر أوجدنا الفرص التي من خلالها تتحقق غاياتنا وتنقضي حوائجنا. وبعيداً عن التعميم، سأُضيق نطاق الفرص على الوظائف بتدرجها. الوظيفة بالمفهوم الأوسع انتشاراً هي وسيلة لتحقيق الذات وكسب الرزق، بينما بالمفهوم الأكثر واقعية هي توظيف طاقة وقدرة شخصٍ ما لإنجاز مهمة أو قضاء حاجة، أي أنه بفضل هذه الحاجة توفرت الوظيفة. بمعنى أن وظيفة الطبيب، المهندس، المعلم، المدير والوزير وُجدت لغاية وحاجة عامة قبل أن تكون خاصة كما يظن بعض كبار المسؤولين. ولو أن كل موظف صغير أو كبير أدرك الغاية من عمله لما رأينا أي قصور وإهمال في قضاء حوائج البشرية. جميعنا نؤمن بأن الفضل يُنسب لأهله، ونحن كمواطنين ذوي فضل على وزرائنا الذين لولا حاجتنا لتنظيم أمورنا التعليمية، الصحية، الاجتماعية، التجارية والعملية وغيرها لما كانوا بهذه المناصب، وكذلك لنا فضل كبير على كل رئيس دائرة أو موظف بسيط في أي دائرة من الدوائر أو الشركات الحكومية والخاصة في شتى القطاعات. ويكفينا إخلاصكم وتقديركم للمسؤولية كشكر لنا على هذا الفضل. ختاماً، دائماً أحب أن أبطن كتاباتي برسائل ذات مغزى معين بشكل عام تاركة تفسيرها بشكل خاص على القراء وفقاً لتفكيرهم.