اختتم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، أمس الخميس في محافظة جدة، اللقاء الثامن للخطاب الثقافي السعودي، الذي بدأت أعماله أمس الأول، وناقش خلاله نحو 65 مشاركاً ومشاركة موضوع اللقاء «التصنيفات الفكرية وأثرها على الوحدة الوطنية». وطرح المشاركون آراءهم خلال اللقاء، الذي تضمن مناقشة أربعة محاور: التصنيفات الفكرية بين السلبية والإيجابية، دوافع التصنيفات الفكرية ومحركاتها، انعكاسات التصنيفات الفكرية على السِّلم الاجتماعي والوحدة الوطنية، وكيف نعزز وحدتنا الوطنية في إطار التنوع الفكري في مجتمعنا السعودي؟. وقرأ نائب الأمين العام للمركز، الدكتور فهد السلطان، نتائج اللقاء في ختامه، موضحاً أن آراء المشاركين شددت على أن المملكة مجتمع متنوع، وهذا عنصر قوة ودعم للوحدة الوطنية التي هي مطلب الجميع، وأن كل ما يعزز تنامي لحمتها مطلوب ومرغوب، وكل ما يهددها مرفوض، كما أن الحراك الثقافي والفكري للمجتمع السعودي هو ظاهرة صحية وانعكاس لثراء وتنوع مكوِّناته طالما أنه محكوم بالضوابط الأخلاقية الدينية والوطنية التي تحترم التنوع ولا تنتقص من آراء وأفكار أي مواطن أو مواطنة. وأوجز السلطان أبرز ما تم التوصل إليه هذا اللقاء في عدد من النقاط، أولها: المأمول من هذا الحوار تصحيح المسار وتصويب المفاهيم التي اختلط فيها الصواب بضده؛ لكي لا تسفر هذه التصنيفات إلى تكوين تكتلات وتحزبات يبغض بعضها بعضاً بما قد يقود إلى التصادم بين أبناء المجتمع الواحد الذي يشكل خطراً على مصالح الوطن والمواطنين. وقال إن المشاركين عبروا عن عدم ارتياحهم لما تتداوله وسائل التواصل الاجتماعي من تراشقات واتهامات تصل إلى لغة غير مقبولة بين مختلف أطياف ومكونات المجتمع السعودي، وأكدوا أن تهذيب لغة الحوار عبر هذه الوسائل هو مسؤولية أسرية تربوية إعلامية مجتمعية مشتركة، مع التوصية بسن تنظيم يقنن إجراءات جزائية ضد الكراهية والعنصرية والتعدي على حقوق وحرمات الآخرين. كما أوضح أن المشاركين شددوا على أهمية الخروج برؤية وطنية شاملة حول كيفية تجنُّب التصنيفات الفكرية السلبية والإقصائية التي تمس السلم الاجتماعي ومعوقات الوحدة الوطنية وتعمل على إشاعة قيم الوسطية والاعتدال والتسامح بين جميع مكونات المجتمع، على أن يتم تكوين فريق عمل من المفكرين والمهتمين بالشأن العام بإشراف المركز لصياغة هذه الرؤية ضمن منطلقات وأهداف وآليات يمكن تحقيقها على أرض الواقع. أما النقطة الرابعة، بحسب السلطان، فتتمثل في إقامة الحملات الوطنية «الإعلامية والتوعوية» التي تهدف إلى نشر ثقافة الحوار الإيجابي وأدب الاختلاف، وأن يقوم المركز بتنسيق ذلك مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ووزارة الثقافة والإعلام.